صفحة: 29
يحكى أن رجل من أذكياء ٱ لعرب وعقلائهم ، ٱ سمه شن ، قال : " والله لطوفن حتى أجد ٱ مرأة مثلي أتزوجها .. فبينما هو في مسيره ، إذ قابله رجل في ٱ لطريق فسأله شن : " إلى أين وجهتك ؟" فقال ٱ لرجل : " أنا متجه إلى ٱ لقرية ٱ لتي تتجه إليها أنت " ، فسار معه . خلال مسيرهما قال له شن : " أتحملني أم أحملك ؟" فقال له ٱ لرجل : " يا جاهل أنا راكب وأنت راكب ( أي راكبين دوابهما ) فكيف أحملك أو تحملني ؟" فسكت شن وسارا حتى وصلا قرية ، فرأى شن زرعا قد حصد فقال له : " أترى هذا ٱ لزرع أكله أهله أم ل ؟" فقال له ٱ لرجل : " يا جاهل ترى نباتا مستحصدا فتقول أكل أم ل ؟" فسكت شن حتى دخلا ٱ لقرية فلقيا جنازة فقال له شن : "أترى صاحب هذا ٱ لنعش حي أم ميت ؟" فقال له ٱ لرجل : " ما رأيت أجهل منك ، ترى جنازة وتسأل عنها ميت صاحبها أم حي ؟" فسكت شن وأراد مفارقته فرفض ٱ لرجل أن يتركه حتى يسير معه إلى بيته ، فوافق شن وكانت للرجل بنت يقال لها طبقة ، في غاية ٱ لجمال و ٱ لذكاء . فلما دخل أبوها سألته عن ضيفه ، فأخبرها بقصته وبمرافقته إياه ، وشكا لها جهله ، فقالت : " يا أبت ما هذا بجاهل ، أما عن قوله أتحملني أم أحملك ؟ فقصد به أتحدثني أم أحدثك ؟ حتى نقطع طريقنا ؛ وأما قوله عن ٱ لزرع أكل أم ل ؟ فقصد هل باعه أهله وأكلوا بثمنه أم ل ؟؛ وأما قوله عن ٱ لجنازة هل صاحب هذا ٱ لنعش ميت أم حي؟ فقصد هل ترك أحدا يحيي ذكره أم ل ؟" فخرج ٱ لرجل وقعد مع شن وتحدث معه بعض ٱ لوقت ، ثم قال له : " أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه ، فقال : " نعم فسره " ، وبعد أن فسره ، قال له شن : " ما هذا بكلامك فأخبرني عمن قاله لك " . قال له ٱ لرجل : " بنتي طبقة " فخطبها شن منه وزوجه إياها ، وعاد بها إلى أهله .. فلما رأوها قالوا : " وافق شن طبقة " .
|