صفحة: 241
تسارع التغيرات في حياة البشرية منذ ظهور الإنترنت ، أدى إلى طرح موضوع الفصل بالذات بين الجيلين المتعاقبين : " جيل إكس " و " جيل واي " ، لأنهما كانا من عاش ثورة المعلومات ، نحو " القرية العالمية " . فبينما يمثل " جيل إكس " الجيل الذي صنع الثورة المعلوماتية ، فإن جيل الألفية أي " جيل واي " هو الذي طورها واستخدمها وصنع الشبكات الاجتماعية . وكان أول جيل ينشأ وفي منزله جهاز حاسوب بيتي ، وأجهزة هواتف نقالة ، وهو جيل مولع بالتقنيات الرقمية ، وبالتواصل الشبكي ، وبالهاتف الجوال وبالتقاط صور " السيلفي " . أما المستقبل ، فهو ملك لـ " جيل زد " ( Generation Z ) الذين تقل أعمارهم اليوم عن خمس عشرة سنة ، وقد بدأ الحديث مؤخرا عن الجيل الذي سيليه ، ويطلق عليه اسم " جيل ألفا " ( Generation α ) ويشمل كل من ولد منذ العام . 2010 يمثل فهم صفات جيل الألفية ، اليوم أولوية عالمية على عدة أصعدة ، منها : الصعيد السياسي؛ إذ يتعامل السياسيون والحكومات مع جيل يملك القدرة الهائلة على التواصل والتجمع والوصول إلى المعلومات ، والتأثير من خلال الشبكات الاجتماعية ، وإن كانوا ، في الغالب ، أقل أيديولوجية 2 وأقل تزمتا من أبناء الأجيال التي سبقت جيلهم . أما على الصعيد الاقتصادي فتتعامل الشركات مع جيل مختلف في قراراته الشرائية . بينما يتعامل المثقفون والمفكرون مع جيل يسعى حثيثا لاختصار ثقافته في تغريدة قصيرة ، أو صورة " سناب شات " تمسح بعد قليل . أما علاقتهم بالعمل ، فإن أفراد جيل الألفية لا يتعلقون كثيرا بالمؤسسات والتقاليد ، ولذا فإنهم يغيرون وظائفهم عادة أكثر من الأجيال الأخرى ؛ فيقول أكثر من نصفهم إنهم يبحثون عن وظيفة جديدة حاليا . وتلزم هذه المعطيات المؤسسات والشركات بضرورة تغيير ثقافتها المؤسسية من نمط الجيل القديم ، إلى نمط جيل الألفية الجديد ، الأمر الذي يتطلب الالتفات إلى ستة تغييرات وظيفية ، على النحو التالي : . 2 هي مجموعة الأفكار والمعتقدات والاتجاهات التي توجه السلوك وتفسره ، تبرره وتمنحه الشرعية لدى صاحبه .
|