|
صفحة: 167
المشاكل الكثيرة التي نشأت في أعقاب ظاهرة الهجرة في عصر العولمة ، أدت إلى تطور توجه عكسي : في دول معينة تم اتباع سياسة فرض قيود على هجرة العمل والتعامل بقسوة مع المهاجرين . حاليا الدول المتطورة التي تمنح تأشيرات دخول لمهاجري العمل إليها والعمل بداخلها هي قليلة ، وإذا ما أعطيت مثل هذه التأشيرات فهي في الغالب تكون لفترة زمنية محدودة؛ النتيجة هي أنه في الدول المتطورة نشأت مجموعة من مهاجري العمل غير الشرعيين : مهاجرون يدخلون إلى هذه الدول بدون تأشيرة دخول قانونية ، ومهاجرون لا يغادرونها مع انتهاء فترة مكوثهم القانونية . وضع المهاجرين غير الشرعيين سيئ ، بشكل عام ، أكثر من وضع المهاجرين الشرعيين : فهم يعيشون في خوف دائم من اعتقالهم وطردهم ، كما أنهم يعانون من ظروف عمل مزرية ومسيئة بشكل خاص ، الكثير منهم يعيشون في فقر مدقع في مناطق تعج بالإجرام ، كما أنهم لا يتمتعون بشكل كامل بالحقوق الاجتماعية الأساسية كالصحة والتعليم . كما في القضايا الاجتماعية – الاقتصادية الأخرى ، الآراء في قضايا مهاجري العمل مختلفة : هناك من يطالبون بمنع هذه الهجرة منعا بات ا وهناك من يؤيدون بقاء الحدود مفتوحة أمام الهجرة ، وأكثر من ذلك يطالبون بمنح الشرعية للمهاجرين غير الشرعيين . تعمل غالبية الدول المتطورة من أجل بلورة سياسة ما بين هذين القطبين ، سياسة توازن بين الحاجة إلى الأيدي العاملة من جهة في تحديد هجرة من الرخيصة ، والرغبة العمل جهة أخرى . تنشئ حكومات هذه الدول منظومة لمراقبة وضبط تدفق المهاجرين ، من خلال المحاولة مع الحفاظ بشكل كبير على القيم الإنسانية وحقوق الإنسان . الهدف هو تقليص عدد المهاجرين غير الشرعيين قدر الإمكان ، وبالمقابل السماح بدخول مهاجرين تحت الرقابة ، ومن خلال استخدام وسائل انتقائية وإعطاء أولوية للمهاجرين الذين تحتاج الدولة إليهم . ? . 1 " ارتفاع عدد مهاجري العمل غير المواطنين في الدولة التي استوعبتهم ، يؤدي إلى تآكل قيم الديمقراطية . " هاتوا مثالين لإثبات هذا الادعاء . . 2 اقرؤوا في المقال " هدف أوروبا الذاتي : يدفعون المهاجرين إلى الهامش " صفوا السياسة التي تتبعها الدول المختلفة في أوروبا تجاه مهاجري العمل . . 3 يساهم مهاجرو العمل في اقتصاد الدولة التي جاءوا منها . خمنوا كيف . هروب الأدمغة إحدى الظواهر التي تميز عصر العولمة هي " هروب الأدمغة " : هجرة العمال المثقفين والمهرة – المحاضرين في الجامعات ، والعلماء ، والأطباء ، والمهندسين وما شابه ، من دولة إلى دولة . المغري هو ليس فحسب بل بيئة تمكن الأجر العالي ، بالذات العمل التي هؤلاء من تطوير قدراتهم المهنية الكامنة ، وخاصة عند العمال الشباب والموهوبين والطموحين . كمثال يمكن أن نسوق فرنسا ، إذ إنها فقدت حوالي 3 , 000 عالم هاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية . هناك دول تشجع هجرة العمال المثقفين والمهرة ، على سبيل المثال : كندا ، أستراليا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية . من جهة أخرى هناك دول تحظر هجرة العاملين المثقفين إلى داخلها مثل : اليابان وإسرائيل . ? . 1 خمنوا : لماذا يعتبر " هروب الأدمغة " مشكلة؟ . 2 اقترحوا طرقا مختلفة يمكن بواسطتها للسياسة الاجتماعية – الاقتصادية أن تواجه هذه الظاهرة . . 3 اقرؤوا في المقال " دراسة : لهروب الأدمغة جانب ايجابي أيضا " : - هل لهروب الأدمغة تأثير اجتماعي – اقتصادي ايجابي أيضا؟ - أي السياسات يجب أن تتخذ من أجل الاستفادة من الجوانب الايجابية لهروب الأدمغة؟ في الأول من أيار سنة 2008 نظمت مظاهرات عملاقة في جميع أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية ضد نية الحكومة التشدد في سياسة الهجرة . في الصورة : ولد مكسيكي يرفع لافتة في هذه المظاهرات
|
|