|
صفحة: 50
تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي دول الرفاه الديمقراطية دول تبني اقتصادها على اقتصاد السوق . يدرك مؤيدو وجهتي النظر بأن الدولة مطالبة بأن تظهر تدخلا في النشاط الاقتصادي من أجل ضمان مصلحة مواطنيها ورفاههم ، ومع ذلك نجد بين الطرفين خلافا حول السؤال : ما مدى التدخل في اقتصاد السوق المطلوب من الدولة لتحقيق هذه الأهداف ، وبأي الطرق عليها أن تتدخل . في البند التالي نورد أولا موقف النيوليبراليين . بناء على وجهة النظر النيوليبرالية على الدولة أن تمكن السوق من العمل وأن تتدخل في النشاط الاقتصادي بأقل قدر ممكن بناء على وجهة النظر النيوليبرالية الدولة هي بمثابة " حارس ليلي " ووظيفتها يجب أن تتركز في الأساس في المحافظة على الأمن الجسدي لمواطنيها ، أما فيما يتعلق بكل ما له صلة بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية – فإنه من المفضل أن تفسح الدولة المجال للأمور بأن تسير ، مع أقل تدخل ممكن من جانبها . بناء على رأي النيوليبراليين ، عندما نمكن النشاط الاقتصادي في الدولة من أن يسير بشكل تلقائي ولا نتدخل فيه إلا بأقل ما يمكن ، فإن السوق تنتج السلع والخدمات التي يحتاجها الناس وتقوم بذلك على أفضل وجه . 1 يثق أصحاب وجهة النظر النيوليبرالية باقتصاد السوق وبقوته وقدراته . وهم يعتقدون أنه عندما تنتج الدولة وتوفر السلع والخدمات بدون تنافس مع منتجين آخرين ، فإن هذه الخدمات ستكون ، بطبيعة الحال ، أقل جودة ، وستتصف بالترهل ، عدم النجاعة ، البيروقراطية * والمماطلة . 2 لذلك ، بناء على وجهة النظر النيوليبرالية ، يجب أن نطمح إلى أن تزود معظم الخدمات ، بما فيها بعض الخدمات التي تعتبر خدمات اجتماعية ، لغالبية المواطنين هيئات خصوصية – تجارية ، وأن تزود الدولة الخدمات التي لا توفرها السوق للمواطنين . عليه ، ففي الدول التي تهيمن عليها وجهة النظر النيوليبرالية ، تكون الضرائب التي تفرض على المواطنين منخفضة نسبيا والاستثمار في الخدمات الاجتماعية الشمولية يكون قليلا . النتيجة هي أن كافة المواطنين يحصلون من الدولة على خدمات على مستوى منخفض ( مقارنة بمستوى الخدمات العامة في الدول التي تتبنى التوجه الاجتماعي – الديمقراطي )، والمواطنون الميسورون فقط يمكنهم أن يشتروا خدمات مشابهة يوفرها القطاع التجاري بأسعار عالية . * البيروقراطية – آلية إدراية تابعة للسلطة وتعني الكثير من الموظفين . ( بيرو باللغة الفرنسية تعني مكتب ) . تستخدم كلمة بيروقراطية أحيانا لوصف المماطلة ، وكثرة الوثائق والمستندات في الجهاز الإداري الحكومي . 1 الذين ينتقدون هذه الفكرة يسمونها " غيرة السوق " – إيمان شبه مطلق وبدون تحفظ بقدرات السوق الاقتصادية . 2 مثال جيد على ذلك هي سوق التلفونات الأرضية في إسرائيل : قبل أن نعرف التلفونات الخلوية ، لم يكن بالإمكان إجراء مكالمة تلفونية إلا من تلفون أرضي ( بيتي ) . زودت الدولة جميع خدمات التلفون في إسرائيل بواسطة وزارة الاتصالات . لقد كانت هذه الخدمات معروفة بسوء سمعتها بسبب البيروقراطية المترهلة التي لازمتها . على سبيل المثال ، من أراد تركيب تلفون في بيته كان عليه أن ينتظر فترة طويلة امتدت في كثير من الحالات عدة سنوات . ولكن منذ فتح السوق للتنافس – حتى وإن كان تنافسا جزئيا – تحسن الوضع بشكل ملحوظ . " أسوتا " – هي شبكة مستشفيات خصوصية كبيرة توفر تشكيلة واسعة من الخدمات الصحية الخصوصية في جميع أنحاء إسرائيل . في الصورة : غرفة خصوصية في أحد مستشفيات الشبكة
|