صفحة: 46
حجم المسؤولية عن رفاه الفرد : النهج العام ( الشامل ) والنهج الانتقائي بناء على وجهة النظر الاجتماعية - الديمقراطية وظيفة دولة الرفاه هي أن تهتم بمستوى معيشة لائق وبأمن اقتصادي لجميع مواطنيها تؤمن وجهة النظر الاجتماعية - الديمقراطية بمنح الخدمات الاجتماعية وخدمات الضمان الاجتماعي لجميع السكان – على اعتبارها حقا لهم جميعا ، بغض النظر عن وضعهم ودخلهم ، وليس فقط لمن لا يستطيعون الحصول عليها بقواهم الذاتية . هذه السياسة تسمى سياسة عامة شمولية وهي نقيض السياسة النيوليبرالية التي تؤمن بأن على الدولة أن تهتم بالفقراء والمحتاجين فقط ، أي بأولئك الذين لا يستطيعون الاهتمام برفاههم بقواهم الذاتية – أي السياسة الانتقائية . النهج العام هو نهج شمولي – وهو يشمل جميع المواطنين ، الفقراء والأغنياء كجزء لا يتجزأ من المجتمع ، ويطمح إلى تكامل واندماج اجتماعي بين جميع طبقات المواطنين ، الأغنياء والفقراء ، وكذلك يطمح إلى التلاحم والتضامن الاجتماعي . بناء على هذا النهج وظيفة الدولة هي تنمية الشعور بالانتماء لدى كل فرد فيها إلى المجتمع المحلي الذي يعيش فيه وإلى المجتمع الكبير ( البلدة / المدينة ، الدولة )، ومنع حدوث حالة من الشعور بالعزلة والانسلاخ بين المجموعات السكانية المختلفة في الدولة . تطمح الدول التي تتبنى النهج العام إلى مجتمع يتوفر فيه الالتزام العميق والمتأصل في كل مواطن نحو الآخر . يعتقد مؤيدو السياسة العامة بأنها وحدها القادرة على إيجاد خدمات الرفاه المختلفة والمحافظة عليها فترات زمنية طويلة . وهم يشيرون إلى المشاكل الأساسية في النهج الانتقائي الذي تتبناه وجهة النظر النيوليبرالية : تقديم خدمات رفاه للفقراء المدقعين ولهم فقط ، ينتج عنه قطيعة واغتراب بين من يحتاجون إلى هذه الخدمات وعامة الناس ، كما يؤدي إلى إقصاء اجتماعي * ، وبذلك فإن هذا النهج يخطئ هدف دولة الرفاه التي وظيفتها العمل على تلاحم المجتمع واندماج جميع أفراده . تقديم الخدمات الاجتماعية للفقراء المدقعين فقط ، قد يؤدي بأبناء الطبقة الوسطى وطبقة الأغنياء الذين لا يستفيدون من هذه الخدمات إلى الامتناع عن دفع الضرائب . تقديم الخدمات الاجتماعية فقط لمن يستطيعون أن يثبتوا بأنهم محتاجون ، هو شيء مهين ومشين . هناك خطر بأن يمس ذلك بالشعور بالقيمة الذاتية لهؤلاء ، وربما قد يدفع بعضهم إلى عدم التوجه للحصول على الخدمات ، مما يعني التقصير في إعطائها لجميع مستحقيها . تقديم الخدمات الاجتماعية للفقراء فقط ، قد يشجع البعض على البقاء في هذا الوضع الذي يستحقون فيه المساعدة . الخدمات الاجتماعية المعدة للطبقات الفقيرة فقط ، قد تتحول إلى خدمات بائسة في حجمها وفي جودتها . الخدمات الانتقائية قد تشجع على الغش والتظاهر . * الإقصاء الاجتماعي – وهو عملية تقصى وتبعد فيها مجموعات معينة من المجتمع إلى الهامش وتحرم من حقها في المشاركة الكاملة في حياة المجتمع . " إلا لن إذا تتحقق وجد " العدالة كبير الاجتماعية من الأشخاص الذين يملأ كل واحد منهم الشعور بالمسؤولية عن رفاه الآخر " هيلن كيلر ، أديبة وناشطة اجتماعية أمريكية اشتهرت لكونها مكفوفة وصماء ( 1880-1968 ) ? اشرحوا كيف تساهم السياسة العامة في تلاحم المجتمع وتحسين التضامن داخله .
|