صفحة: 5
الشعب يريد عدالة اجتماعية إسرائيل في صيف سنة 2013 تغلي كالمرجل . يخرج مئات آلاف المواطنين في جميع أرجاء الدولة إلى الشوارع . هذه هي بداية الكفاح الجماهيري الشعبي ضد غلاء المعيشة ، أزمة السكن ، استنزاف وسحق الطبقة الوسطى ، والفجوات الاجتماعية التي تتسع يوما بعد يوم . " الشعب يريد عدالة اجتماعية " هذا هو الشعار الذي رفعه المتظاهرون ، وهو موجه إلى السلطة على أمل أن تتحمل المسؤولية وتعمل من أجل إصلاح الواقع الاجتماعي والاقتصادي في إسرائيل . قبل سنوات كثيرة ، قبيل الثورة الفرنسية كانت تلك ماري أنطوانيت ، ملكة فرنسا ، التي قالت المقولة المشهورة التي تنسب إليها : " إذا لم يكن هناك خبز لهم ( للفقراء ) ... دعهم يأكلون كعكا ! " تعبر هذه العبارة عن موقف السلطة الملكية في تلك الحقبة من الزمن ، التي لم تنظر إلى نفسها على أنها مسؤولة عن رفاه مواطنيها وتجاهلت الضائقة التي يعانون منها . لقد مضى أكثر من 200 سنة منذ ذلك الوقت ، وفي العالم الغربي قام وتوطد نظام حكم مختلف ، النظام الديمقراطي . في الدولة الديمقراطية الحديثة التي فيها الشعب هو صاحب السيادة ، أخذ المجتمع على عاتقه الاهتمام بأن يعيش كل مواطن ومواطنة بمستوى معيشة لائق يحفظ له كرامته . هذه المسئولية ملقاة على كاهل السلطة المنتخبة ، إذ إن هذه هي إحدى وظائف السلطة الرئيسية - أن تعمل من أجل رفاه مواطني الدولة . سنفحص في هذا الكتاب الطرق التي تحقق من خلالها الدولة الديمقراطية وظيفتها - الاهتمام برفاه مواطنيها ، سنتناول المعضلات والاختلافات التي تثور حول هذا الموضوع ، وسنتعلم كيف يمكننا نحن - المواطنين - أن نشارك ونؤثر .
|