صفحة: 56
المساواة وتقليص الفجوات في جميع دول الرفاه الديمقراطية ، إن كانت الدول التي تسودها وجهة النظر الاجتماعية – الديمقراطية أو التي تسودها وجهة النظر النيوليبرالية ، يوجد فقر وفجوات اجتماعية – اقتصادية بين طبقات السكان المختلفة . يختلف حجم هذه الظواهر من دولة إلى أخرى ، كما أن كل دولة تواجه هذه الظواهر بطرق مختلفة . تتأثر طرق المواجهة بوجهة النظر الاجتماعية – الاقتصادية التي تتبناها كل دولة . بناء على وجهة النظر الاجتماعية – الديمقراطية إحدى الوظائف الرئيسية لدولة الرفاه هي تحسين المساواة الاجتماعية – الاقتصادية والعمل على تقليص الفجوات الاجتماعية – الاقتصادية تولي وجهة النظر الاجتماعية – الديمقراطية أهمية كبرى للمساواة الاقتصادية والاجتماعية ولتقليص الفجوات في المجتمع ، يؤمن أتباع هذا التوجه بأن على الدولة العمل من أجل رفع شأن هذه القيم . بناء على وجهة النظر هذه ، قيمة المساواة في الدولة الديمقراطية تشمل أيضا المساواة الاجتماعية – الاقتصادية ، خاصة تكافؤ الفرص . لذلك على الدولة أن تتدخل تدخلا واسعا في النشاط الاقتصادي وتوفر الخدمات وتخصص الموارد ، لتقليص الفجوات الاجتماعية – الاقتصادية في المجتمع . وهناك مصطلح آخر يستعمله أتباع وجهة النظر هذه ألا وهو العدالة الاجتماعية – ومعناه : توزيع الموارد في المجتمع بطريقة أكثر عدلا ونزاهة ، بدل تركيز الثروة بأيدي عدد قليل من المواطنين . يعتقد أصحاب وجهة النظر الاجتماعية – الديمقراطية بأنه لا يمكن تحقيق تكافؤ فرص حقيقي عن طريق التنافس الحر في إطار اقتصاد السوق فقط ، إذ إن البشر لا يبدؤون حياتهم من نفس نقطة الانطلاق : هناك من وهبوا قدرات كثيرة ، وهناك من ولدوا محدودين؛ هناك من ولدوا في بيئة ثرية وداعمة وهناك من ولدوا في بيئة فقيرة وضعيفة . من أجل تحقيق فكرة تكافؤ الفرص للجميع ، على الدولة أن تهتم بأن يعيش ذو القدرات المحدودة ( مهما كان سببها ) برفاه وباحترام ، بل وأن يحقق ذاته ويحقق رغباته وطموحاته . وفق هذه الرؤية لا يمكن توفير الحرية الحقيقية بدون تكافؤ فرص حقيقي ، وتكافؤ الفرص الحقيقي وجد ليمكن الأفراد من تحقيق حريتهم ، بل إن بعض هؤلاء ما كانت لتتحقق حريتهم لولا وجود مبدأ تكافؤ الفرص . فضلا عن ذلك ، يعتقد الذين يسيرون وفق وجهة النظر الاجتماعية - الديمقراطية أن المساواة الاجتماعية – الاقتصادية تساهم في تقوية المجتمع وتدعم تحقيق قيم الديمقراطية . على سبيل المثال : تعليم جيد للمواطنين وظروف حياة معقولة لجميعهم ، قد تعزز مشاركتهم الفعالة في العملية الديمقراطية – التصويت في الانتخابات ، التعبير عن الرأي ، المشاركة في النشاطات المدنية من أجل التأثير والتغيير ، وغيرها . أصحاب وجهة النظر هذه يرون في التعليم والثقافة التي تقدمها الدولة لمواطنيها أداة رئيسية لتعزيز المساواة وتحقيق تكافؤ الفرص . ولد بل بحقهم الناس متساوين في السعادة " . ليس ... في مؤهلاتهم ، أريه كسبي ، صحفي ، 1945–2003 يعتقد عام ، بأن القلقون الحظ من " هو اللا مصدرها مساواة الأساسي ، بشكل : حقيقة كون الشخص مولودا مع جينات جيدة أو لوالدين ثريين [ ... ] أو أنه اشترى عقارا في المكان الصحيح وفي الوقت الصحيح [ ... ] ؛ وأولئك الأقل قلقا يعتقدون أن الغنى هو مكافأة على العمل الدؤوب . جوزيف شتيجليتس ، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد في سنة 2001 الناس سواسية كأسنان المشط حديث نبوي شريف أبراج مكاتب فخمة إلى جانب أحياء فقر في كوتشين في الهند
|