صفحة: 33

الاجتهاد . وفي قلبي حب للراعي الذي يقود قطيعه كل صباح إلى المروج الخضراء ، ويورده المناهل الصافية ، ويناجيه بثباته النهار طوله وعندما يأتي المساء يعود إلى الحظيرة؛ حيثُ الراحة والطمأنينة . أحب من الناس العامل؛ لأنه يطعمنا نفسه ، أحبه لأنه يغزل ويحوك لنلبس الأثواب الجديدة ، أحبه لأنه يبني المنازل العالية ، أحب ابتسامته الحلوة ، وأحب نظرة الاستقلال والحرية في عينيه . وما عساني أقول في من يكره العمل لخمول في جسده وروحه ، وفي من يأبى العمل لأنه بغنى عن الربح ، وفي من يحتقر العمل متوهما أنه أشرف من أن يلوث يديه بالتراب ?! ماذا أقول في الذين يحصدون من حيثُ لا يزرعون ? لا أستطيع أن أقول في هؤلاء أكثر أو أقل مما أقوله في النبات والحشرات الطفيلية التي تستمد حياتها من عصيرة النبت العامل ودماء الحيوان الساعي . جبران خليل جبران ( بتصرف )

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


 لمشاهدة موقع كوتار بأفضل صورة وباستمرار