صفحة: 57
نقرأ الحدائقالعالمية لا شك في أننا في أي زمان ومكان بحاجة إلى الراحة من عناء العصر واضطراباته ، من همومه وصراعاته ، من خلافاته ، ومشاكله المتنوعة ، من الحروب في كل مكان ، من التلوث والضوضاء ، من الأمراض والآلام ، من الأحزان والآهات ، من الأجواء الصاخبة المتوترة التي يملؤها القلق والموت والدمار وسحب الدخان . فما الذي قد يخفف عنا هذه الأعباء ويدخل الراحة إلى نفوسنا ? سعد ت حات لو الحدائق رية البش النفس استطاع رسامون كبار عالميون تجسيد الحدائق بلوحات فنية قدرت بملايين الجنيهات ، وحفظت تلك اللوحات كدرر ثمينة في أعرق المعارض وأعظم المتاحف بجميع أنحاء العالم ، وحرص على اقتنائها الأثرياء والمـلوك والسلاطين ، لما فيها من أثر في إسعاد النفس البشرية ، وذلك على الرغم من أنها غير حقيقية . فكم بالحري رؤية حدائق حقيقية تتوق إليها النفس ويرتاح أمامها الوجدان وتسعد بها الروح ?! الحدائق لوحات فنية حية عناصرها ليست فرشا ولا أوراقا ، وألوانها ليست من الزيت أو الماء ، وهي لا تعلق على الجدران ولا ينظر إليها الإنسان من بعيد ، إنما هي لوحات تدرك بجميع الحواس التي وهبها الله للإنسان ، فتبعثُ به سعادة لا توصف واطمئنانا لا مثيل له وارتياحا لا يفارق الروح
|