صفحة: 19
نقرأ بصيص ٌ من أمل في هدوء الليل وسكونه ، جلس نبيل إلى مكتبه ، تأخذ بنفسه حماسة بالغة وهو يقوم بإعداد الصفحات الأخيرة لبحثه عن " النحل" الذي اعتزم أن يقدمه في اليوم التالي في مسابقة "البحثُ العلمي" التي نظمها مدرسو العلوم في مدرسته . وفيما هو يقلب الصفحات مراجعا ما كتبه في الأيام الماضية ، وقبل أن يمضي في إتمام بحثه ، حتى خيل إليه أنه يتنقل مع النحل في أرجاء مملكته ، وكلما طوى صفحة ، ازداد يقينا بفوزه الباهر . وبينما هو في هذا الاهتمام الشديد ، وإذ بتيار الكهرباء ينقطع فجأة ، وإذ بحجرته في ظلام دامس يحول بينه وبين إتمام عمله ، ويكاد يقطع أمله في الفوز . في هذا الموقف ، وفي هذه الحيرة ، دخل عليه والده- وهو معلم العلوم- ليطمئن عليه فوجده حزينا . فلما ألم بقصته ، ابتسم وقال له : " لا تجعل لليأس سبيلا إلى نفسك ، فلعله يتكشف لك في هذا الظلام ، ما لا يتاح أن تراه في الضوء الساطع . اذهب وأحضر شمعة تبدد لك وحشة الظلام . " والآن ها هي الشمعة يهتز لهبها أمام نبيل وهو منشغل عنها . ويقطع هذا السكون الشامل حوار بين نبيل ووالده : الوالد : "تأمل يا نبيل هذه الشمعة ، ألا تجد فيها ما يستحق التساؤل والتأمل " ? نبيل : " لا أظن ذلك ، فقد رأيت الشموع مرارا ، ولا أذكر أني لاحظت فيها أمرا عجيبا يدعوني أن أعطيها اهتماما خاصا . "
|