صفحة: 122
استقبلت في بلدي وبين أهلي استقبالا حافلا ، وكان سروري عظيما بالتقدم المحرز في بلدنا ، في السنوات الأربع الماضية . المدرسة زيد عدد غرفها ، وأضيف إلى صفوفها الخمسة الابتدائية صف سادس وسابع ، وحديقتها اتسعت بأشجار وورود كثيرة . شوارع البلدة الرئيسية عبدت ، والدكاكين غدت أثرى وأجمل ، والبيوت التي شيدت خلال هذہ الفترة لها حدائق ومداخل . حتى ثياب الناس ، هي الآن أجود وأكثر ترتيبا . وفوجئت لما مررت في الطريق التي على جانبها الأيمن ، ببيت صلاح عبد الله . الدار الخربة رممت ، هي الآن بيت مأهول . البوابة الصدئة ، حلت مكانها بوابة خشبية جميلة . والساحة بدت أنيقة مرتبة ، تحف بها أشتال وأزهار . وباب البيت وشباكه حديثان . وسلك الغسيل المشدود ، من نقطة جانبية في ظهر حائط البيت ، إلى نقطة جانبية في بطن جدار السور ، منشورة عليه ثياب غاية في البياض والنصاعة والنظافة . استفسرت من والدي عن الذي أصلح البيت وأقام فيه ، فأخبرني أن الشيخ الذي رمم البيت ، هو الطفل الذي غادر البلدة مع والدہ قبل ما يربو على الأربعة عقود ، فجاء وجهز البيت . وقد فهمت من والدي أن أهل بلدنا رأوا فيه عالما فاضلا ، ذا وقار ، وأعجبوا به ، واليوم هو الذي يرتل بصوته الذهبي ، أهازيج موالد البلدة أيضا . عينتمعلما للغةالعربيةوالأدب ، في الصفينالسادسوالسابعالابتدائييناللذيناستحدثا في السنتين الماضيتين في مدرستنا الرسمية . وبعد عودتي من المدرسة إلى البيت ومكوثي فيه الوقت اليسير ، اعتدت أن أنطلق في معظم أيام الأسبوع إلى الشيخ لأسمع نصائحه . طه محمد علي
|