صفحة: 51
النص ألثالث كان في قدي ألزمان تاجر كبير ، ترع مالو بتعبو وعرق جبينو . وغالبا ما كان يسافر إلى بلاد ألشرق ألبعيدة ، فيتحمل ألمشقات ومتاعب ألسفر في ألصحاري ، ليعود أبلقوافل محملة أبلبضائع ، ويتاجر بما ويربح . وكان تلب عملو ، وتللم دائما أن يبلغ أبنو سن ألشباب ، فيساعده في شؤون تجارتو ، وتمفف عنو عناء ألسفر . ولما شب ألولد ، جهز لو أبوه أتزالا من ألبضائع ألنفيسة ، وأرسلو ليتاجر بما . وبينما هو سائر بأتزالو ذات يوم ، وقد أصبح في وسط ألبرية ، رأى ثعلبا قد شاخ وكبر حت عجز عن ألمشي ، ولم يعد يستطيع أن تمرج من وجاره ، فقال في نفسو : " ماذا يصنع هذا ألثعلب في حياتو؟ وكيف يقدر أن يعيش في هذه ألصحراء ألمقفرة ، وهو لا يقدر أن يصيد . " ؟ وبينما هو كذلك ، إذ بأسد قد أقبل وفي فمو كبش ، سار حت وضعو على مقربة من ألثعلب ، فأكل حاجتو بٍ تركو أونصرف . فأقبل ألثعلب تكر نفسو ، وأكل ما تركو ألأسد من فضلة ألكبش . وكان أبن ألتاجر ينظر إليهما ، فقال : " سبحاف أللو ، يرسل للثعلب رزقو وهو في مكانو ، لا يستطيع ألمشي ، وأنا أتعب وأسافر وأتحمل تعب ألسير كي أرتزق وأزيد ثروة أبي ، مع أن رزقي سوف يأتيني كما أتى هذا ألثعلب رزقو . " بٍ أمر عمالو ، فردوا ألجمال ، وعاد إلى أبيو ببضائعو وأخبره بما رأى من أمر ألأسد أولثعلب ، وأن ألل يرزق عباده فلا حاجة للسفر أولمشقات . فقال لو أبوه : " حق ًّ ا إن ألأمر كما ذكرت ، وإن ألل يعطي ألرزق لمن يشاء . ولكنني أرسلتك حت تتاجر وتتعب ، لكي تكون أسدا تطعم ألناس ، لا ثعلبا تنتظر أن يطعمك سواك . " نجيب أتضديد
|