الدول الديمقراطية المتطورة التي سياسة السوق أنها رفاه . تتدخل هذه الدول في النشاط الاقتصادي وتقدم لمواطنيها خدمات اجتماعية وخدمات ضمان اجتماعي بالإضافة إلى التخفيضات والمكافآت المختلفة . إلا أن دول الرفاه تختلف عن بعضها بمدى اشتراكها في النشاط الاقتصادي وبحجم ترتيبات الرفاه التي تمنحها للمواطنين . هذه الفروق بين الدول المختلفة تنجم عن وجهات نظر مختلفة ومتناقضة – في موضوع العلاقات بين الفرد والمجموع وفي موضوع وظيفة السلطة في الدولة الديمقراطية . تؤثر هذه الفروق على السياسة الاجتماعية – الاقتصادية المتبعة في دول الرفاه المختلفة . لنتعرف على وجهتي النظر الرئيسيتين اللتين تستند عليهما دول الرفاه المختلفة . وجهة النظر الاجتماعية - الديمقراطية - وهي وجهة النظر التي تؤمن بالتزام اجتماعي كبير من طرف المجموع لصالح رفاه الفرد . ولذلك ، فهي تدعم وتؤيد تدخل الدولة بشكل كبير في النشاط الاقتصادي لضمان الرفاه لمواطنيها . تولي وجهة النظر هذه أهمية كبيرة للحقوق الاجتماعية – الاقتصادية ، وللمحافظة عليها وتطبيق الدولة لها ، كما أنها تولي أهمية كبيرة لتعزيز المساواة الاجتماعية – الاقتصادية ولتقليص الفجوات...
إلى الكتاب