صفحة: 205

حول العلاقة بين المناظر الطبيعية وتوزيع البلدات في منظومة البحر الأبيض المتوسط عندما نتأمل توزيع بلدات إسرائيل في فترات مختلفة ، نلاحظ أن ثمة علاقة بين توزيع البلدات والسكان وبين أشكال المناظر الطبيعية لمنظومة البحر الأبيض المتوسط . خلال مئات السنوات ، كانت غالبية البلدات – القرى والمدن- في البلاد واقعة في المناطق الجبلية لمنظومة البحر الأبيض المتوسط . أما الآن فإن غالبية البلدات ومن ضمنها المدن الكبرى ذات الكثافة السكانية العالية تقع في السهل الساحلي . إذا فحصنا التغيرات التي طرأت على البلدات اليهودية والعربية في الماضي والحاضر ، نكتشف أن كلا منها تتركز اليوم في نفس المناطق التي تركزت فيها حتى قيام الدولة ، حيث تقع غالبية البلدات العربية في المناطق الجبلية ، وتقع غالبية البلدات اليهودية في السهول والمروج . كيف تكون هذا النموذج من التوزيع السكاني؟ خلال مئات السنوات أقام السكان العرب بلداتهم في المناطق الجبلية لأسباب مختلفة : لكسب الأمن والحماية من الأعداء؛ لتوفير استخدام أراضي السهول واستغلالها للزراعة؛ لاستغلال النباتات الجبلية لرعي قطعان الماشية والأبقار؛ وللتمتع بالمناخ اللطيف المتوفر في المناطق الجبلية . وقد تجنب السكان العرب الإقامة في المناطق المنخفضة لأسباب مختلفة : لأنه من الصعب حماية البلدات في هذه المناطق؛ لأن بعضها كانت فيها مستنقعات غطت مساحات من الأراضي الزراعية مع العلم أن مرض الحمى كان منتشرا قريبا منها ، ولأن التربة الرملية الحمراء في السهل الساحلي لم تكن صالحة للزراعة بالوسائل التي كانت معروفه في حينه ، وبقيت مناطق الرمال المتحركة خلال غالبية الفترات التاريخية خالية ومقفرة . وقد بدأت مجموعات يهودية في نهاية القرن التاسع عشر في الاستيطان بالبلاد ، حيث استوطن القادمون بلدات قائمة وعملوا على إقامة بلدات جديدة ، غالبيتها في السهل الساحلي والمروج ( سهل الحولة ، سهل بيسان ( بيت شان ) ومرج ابن عامر ) تحولت مناطق السهول والمروج في منظومة البحر الأبيض المتوسط مع مرور السنوات وخصوصا في السهل الساحلي إلى مناطق عليها طلب عال ومأهولة للغاية في الدولة ، حيث تعرض البلدات الكبرى والنشاطات الاقتصادية المختلفة ، التي تطورت في السهل الساحلي ، على الجمهور إمكانيات كبيرة من مصادر الرزق ، التعليم ، الترفيه والاستجمام ، وهي تجتذب المزيد من السكان . الكثافة العالية في السهل الساحلي حدت قادة الدولة إلى اتباع سياسة التوزيع السكاني وتشجيع سكان أواسط البلاد المزدحمة على الانتقال إلى الشمال أو إلى الجنوب للإقامة هناك . لكن النجاح كان جزئيا فقط حتى اليوم ، وما زالت المنطقة تجتذب سكانا من كافة أنحاء الدولة . ب . تقع مدينة رحوفوت في السهل الساحلي الجنوبي على سلسلة من الكركار . وكانت رحوفوت قد تأسست موشفاة سنة . 1890 يبلغ عدد سكانها 103 ، 000 نسمة ( حسب معطيات . ( 2005 في الصورة : الشارع الرئيسي في رحوفوت سنة 1933 هـ . 34 بلدة درزية في الجبل ، بلدة يهودية في السهل أ . تقع القرية الدرزية بيت جن في الجليل الأعلى على منحدرات جبل ميرون . كانت هذه القرية التي تأسست في القرن الـ 18 قرية صغيرة حتى سنة ، 1948 وقد تطورت منذ ذلك الحين وأصبحت بلدة مدنية ، ويبلغ عدد سكانها اليوم 10 ، 000 نسمة ( حسب معطيات . ( 2005 في الصورة : بلدة بيت جن سنة . 1960

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


 لمشاهدة موقع كوتار بأفضل صورة وباستمرار