|
صفحة: 71
. 3 إقامة علاقات اقتصادية دولية فتحت العولمة البلاد أمام شركات متعددة الجنسيات حيث أقامت بعضها فروعا وشركات فرعية لها في البلاد ( كما فعلت إنتل وموتورولا وميكروسوفت ) وأقامت شركات أخرى شراكات واندمجت مع شركات إسرائيلية . في المقابل نجحت بعض الشركات الإسرائيلية في التحول إلى شركات متعددة الجنسيات ذات فروع في أنحاء العالم . أحد الأمثلة على ذلك هو شركة . "دلتا" شركة فرعية : شركة تجارية خاضعة لسيطرة شركة كبرى ( شركة قابضة ،( وهذه الشركة الكبرى هي التي تمتلك غالبية أسهمها . شركة "دلتا" تقتحم الحدود أقيمت شركة "دلتا" في عام 1975 كمصنع نسيج صغير لإنتاج ملابس داخلية للرجال . ولم يكن بحوزة مؤسسي الشركة إلا مبالغ قليلة من النقود فاستأجروا شقة صغيرة في مدينة تل أبيب واشتروا 8 ماكنات خياطة وبدأوا عملية الإنتاج . مع مرور الوقت أدركوا أن أسواق البلاد قليلة وأنهم إذا أرادوا البقاء فلا بد من التصدير إلى الخارج . وبالتالي فقد أعدوا نماذج من بضاعتهم وحاولوا بيعها في خارج البلاد . وهذا ما حدث ، حيث قامت شبكة الحوانيت البريطانية "ماركس أند سبنسر" بإدخال بضائع شركة دلتا إلى شبكة حوانيتها الكبرى في لندن . بدأت شركة دلتا تكبر وتزدهر وأقامت العديد من المصانع في البلاد وفي عام 1983 أقامت مصنعا في اسكتلندا ببريطانيا . يحظى هذا المصنع بأفضليتين : قربه من سوق المستهلكين الكبير في لندن؛ ومصاريف الإنتاج فيه أقل بكثير من مصاريف الإنتاج في لندن ، وقد تمكنت الشركة ، بعد إبرام معاهدات سلام بين إسرائيل ومصر والأردن من إقامة مصانع أخرى في هاتين الدولتين مع العلم أن أجور العمال منخفضة نسبيا ، وفي المقابل أغلقت شركة "دلتا" مصانع غير مربحة في البلاد . صارت "دلتا" شركة متعددة الجنسيات مركزها في إسرائيل . وهي تسيطر اليوم على 15 شركة فرعية في 10 دول وتستخدم 12 ، 000 عامل ، منهم 3 ، 200 عامل في إسرائيل . تقوم الشركة بشراء القطن من مصر ويتم نسج الخيوط في تركيا ويتم نسج الأقمشة وصبغها في إسرائيل بينما تتم عملية الحياكة في الأردن ومن هناك يتم تصدير المنتجات إلى الأسواق الأمريكية والى دول أخرى في العالم . يعمل مؤسس دلتا من منطلق الرؤية القائلة : "أنتج في أكثر مكان مجد بالنسبة . "لك ما هو التأثير الممكن لمثل هذا التوجه على الشركات الإسرائيلية وعلى العاملين في المرافق الاقتصادية الإسرائيلية؟ ب . 34 ماكنة لحياكة الأقمشة في مصنع الأقمشة التابع لشركة دلتا في كرميئيل .
|