صفحة: 176
الكيبوتسات الكيبوتس هو شكل استيطاني ابتكر في إسرائيل كان هدف مؤسسيها حياة الشراكة ، والمساواة والعمل في الزراعة . تأسس أول كيبوتس في العام 1909 في أم جوني ، أي دچانيا ، على ضفاف بحيرة طبريا . كانت فكرة الحياة المشتركة قد استهوت الكثيرين ، وأقيمت على مر السنين كيبوتسات أخرى ، وقد عملت جميعها وفق مبادئ أساسية ( د . ( 64 أقيم خلال القرن العشرين 268 كيبوتسا ، في جميع أنحاء إسرائيل ، وقد أقيم أغلبها في أطراف البلاد ، من أجل الدفاع عن حدود الدولة ، وقد واجهت الكيبوتسات على مر سنين طويلة مصاعب أمنية ، وكانت رمزا من رموز الهوية الإسرائيلية . وقد حققت بعض الكيبوتسات إنجازات مرموقة في مجال الزراعة ، وفي العقد الثاني لقيام الدولة بدأت الكيبوتسات تعمل في مجال الصناعة ، والسياحة وقطاعات اقتصادية أخرى أيضا . مع مرور الوقت خرج عدد كبير من أعضاء الكيبوتسات للعمل كأجيرين في بلدات أخرى ، وحولت أجورهم للصندوق العام للكيبوتس . أدى النشاط الاقتصادي الكبير إلى ارتفاع مستوى المعيشة في الكيبوتسات . تتعت الكيبوتسات حتى سنوات الـ 70 بتقدير وبشعبية في البلاد والعالم ، وجاء أشخاص من دول مختلفة ليتعرفوا عن كثب ويشاهدوا هذا النمط من أسلوب الحياة والانخراط فيه بالتطوع لفترات قصيرة . تعرضت إسرائيل في سنوات الـ 80 لأزمة اقتصادية أثرت على جميع المرافق الاقتصادية ( راجعوا صفحة . ( 49 وقد تأثرت الكيبوتسات على نحو خاص من هذه الأزمة ، وتكبدت ديونا هائلة . وقد حصلت الكيبوتسات على مساعدات من الحكومة ، لكنها لم تكن كافية لإخراجها من الأزمة . لم تستطع الكيبوتسات التصرف على غرار مصنع فاشل ، وفصل العاملين ، لأن العاملين هم أصلا أعضاء الكيبوتس ، والكيبوتس هو بيتهم ، ومع ذلك كان على الكيبوتسات أن تواصل تزويد أعضائها بالحاجات الأساسية . وقد اضطر كثير من الكيبوتسات إلى إغلاق قطاعات وفروع عمل ومصانع وخفض مستوى المعيشة . أخرجت الأزمة إلى السطح أيضا مشاكل اجتماعية فقد اتضح على سبيل المثال أنه لم تكن هناك ، في حالات كثيرة ، مساواة حقيقية بين أعضاء الكيبوتس ، وأن قسما من أعضاء الكيبوتس يملكون موارد اقتصادية أكثر من بقية رفاقهم . زيادة على ذلك ، مع مرور الوقت فقدت فكرة الشراكة مكانتها في المجتمع الإسرائيلي ، وحلت محلها فكرة تحقيق الذات . وساد في صفوف الكثيرين من أعضاء الكيبوتس شعور بخيبة الأمل من فكرة الكيبوتس ومن قدرة الكيبوتس على توفير احتياجات الأعضاء وضمان حياة كريمة لهم . بدا أعضاء في كيبوتسات كثيرة يشككون بمبادئ الكيبوتس وطرحوا مطالب مختلفة : إشراكهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بحياتهم ( مثل ماذا يتعلمون ، متى يسافرون للخارج ، وأين سيعملون ،( أن تكون عندهم ممتلكات ( الحصول على راتب أعلى مقابل عمل مربح أكثر ) نقل أبنائهم للمبيت في حضن العائلة بدلا من المبيت في بيت الأولاد . في العام 1985 سجل ، وللمرة الأولى انخفاض في عدد الأعضاء في الكيبوتس . كما انخفض أيضا عدد الراغبين بالانضمام للكيبوتس ، وازدادت مغادرة الأزواج الشابة ، وشاخت الكيبوتسات ، ولم تبن كيبوتسات جديدة ( د . ( 65 د . 64 الكيبوتس - مبادئ أساسية يعمل كل شخص ويساهم حسب مقدرته ، ويحصل من الكيبوتس على قدر حاجته . تسود المساواة بين الأعضاء ، وشراكة في كافة مجالات الحياة : في العمل ، في الاستهلاك ، في المجتمع وفي التعليم . لا يوجد لأعضاء الكيبوتس ممتلكات خاصة ، وكل أملاك الكيبوتس مشتركة للجميع . لا يشغل الكيبوتس عمالا من الخارج : يقوم الأعضاء أنفسهم بتزويد كافة احتياجات الكيبوتس . تتخذ جميع القرارات المتعلقة بالكيبوتس وأعضائه ، بصورة ديموقراطية ، في اجتماع عام ، ورأي الأغلبية هو الحاسم . المتخذة فيها هي قرارات اجتماعية وغير اقتصادية . البلدات اليهودية د 65 . ميزان الهجرة في الكيبوتسات والموشافيم والبلدات الجماهيرية بين السنوات 2005 - 2000
|