صفحة: 165
ﺗﻢ اﻻﻋﺘﻘﺎل إدارﻳﺎ ﺗﻜﻮن ﺳﺮﻳﺔ وﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ وهﻮ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ، أﻳﺔ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻔﺤﺼﻬﺎ واﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻋﺪم اﻟﺪﻗﺔ ﻓﻴﻬﺎ. هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﻌﺪﻳﺪة ﻗﺪ ﺗﺨﻠﻖ اﻧﻄﺒﺎﻋﺎ ﺑﺄن اﻻﻋﺘﻘﺎل اﻹداري اﻻﺣﺘﺮازي ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺮر أﺑﺪا .إذا أرادت اﻟﺪوﻟﺔ ﺳَﺠﻦ أﺣﺪ ﻣﻮاﻃﻨﻴﻬﺎ ﻓﻌﻠﻴﻬﺎ أن ﻻ ﺗﻘﻮم ﺑﺬﻟﻚ إﻻ ﺑﻌﺪ اﺗﺨﺎذ آﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺤﻴﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ ﺑﺄن ﻳﻜﻮن اﻟﻤﺲّ ﻣﺒﺮرا ﻓﻌﻼ، وأﻧﻪ ﻗﺪ أﻋﻄﻴﺖ ﻟﻠﻤﺘﻬﻢ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ واﻟﺘﺼﺪّي ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺿﺪﻩ، وأﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ، وأن اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺗﺘﻼءم ﻣﻊ ﺧﻄﻮرة اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﻬﺎ .ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ واردا ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻠﻦ ﻣﻌﺎرﺿﻮهﺎ ﻋﻦ اﺣﺘﺠﺎﺟﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻋﻦ ﻧﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﺿﺪ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻓﻘﻂ .إن اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻻﻋﺘﻘﺎل اﻹداري ﺿﺪ هﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﺨﻮف ﻣﻦ أن اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ هﻲ ﻣﺠﺮد إﺑﺮاز ﻋﻀﻼت اﻟﺴﻠﻄﺔ، اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﻜﻢ أﻓﻮاﻩ ﻣﻌﺎرﺿﻴﻬﺎ، وﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ ﺳﺒﻞ اﻻﺣﺘﺠﺎج اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ. إن اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺤﺴﺎس ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﻞ ﻗﺒﻞ إﻋﺎدة اﻻﻧﺘﺸﺎر ﺗﻄﻠﺐ اﺗﺨﺎذ وﺳﺎﺋﻞ وﻗﺎﺋﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﻻﻋﺘﻘﺎل اﻹداري ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﺔ اﻟﻨﻈﺎم وﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن .ﺑﻌﺾ ﺳﻜﺎن اﻟﺨﻠﻴﻞ، وﺑﻌﺾ ﻣﺆﻳﺪﻳﻬﻢ، ﻳﻌﻠﻨﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻸ أن هﺪﻓﻬﻢ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد اﻻﺣﺘﺠﺎج، وإﻧﻤﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻳﻬﺪد إﻋﺎدة اﻻﻧﺘﺸﺎر .ﺻﺤﻴﺢ أﻧﻬﻢ ﻳﺤﺮﺻﻮن ﻋﻠﻰ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮا إﻻ ﺑﺎﻟﻄﺮق اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ، ﻟﻜﻦ اﻻﻓﺘﺮاض هﻮ أن ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺴﻠﻮك ﺳﻴﻌﺘﺒﺮ اﺳﺘﻔﺰازا، وأﻧﻪ ﻋﺎﺟﻼ أم ﺁﺟﻼ ﺳﻴﺆدي إﻟﻰ اﻟﻤﺼﺎدﻣﺔ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻮﺟﺐ ﺟﻨﻮد ﺟﻴﺶ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﺪﺧﻮل ﻣﺮة أﺧﺮى إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻴﻞ ﻟﻠﺤﺆول دون ﺳﻔﻚ اﻟﺪﻣﺎء أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﻧﻄﺎﻗﻪ. وﻷن هﺬا اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ ﺑﺎﻟﺬات ﻣﺤﺘﻤﻞ، ﻓﻤﻦ واﺟﺐ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﻨﺠﺎح اﻻﻧﺘﺸﺎر أن ﺗﻘﻮم ﺑﻤﺎ هﻮ ﻣﻄﻠﻮب ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﻨﻊ وﻗﻮﻋﻪ .ﻓﺎﻻﻗﺘﺮاح ﺑﺎﻻﻧﺘﻈﺎر ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮم أﺣﺪهﻢ ﺑﺨﺮق اﻟﻘﺎﻧﻮن وﻋﻨﺪهﺎ ﺳﻴﺤﺎآﻢ، هﻮ اﻗﺘﺮاح ﻏﻴﺮ ﻣﻼﺋﻢ، إذ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﻣﻨﻊ اﻻﺷﺘﻌﺎل اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﺼﺮف ﻣﻠﺘﺰم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن .ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ إن اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻹﺑﻌﺎد ﺗﺤﺮﻳﺾ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ، ﺷﺮﻋﻴﺔ، وهﺬا ﻟﻴﺲ ﺣﻖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻘﻂ، وإﻧﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن واﺟﺒﻬﺎ. ..ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺮﻓﺾ ﺗﻤﺎﻣﺎ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺨﻄﻮة اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺘﺨﺬ ﻟﻔﺘﺮة ﻣﺤﺪودة، أن ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻗﻮى اﻷﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺘﻌﻬﺪاﺗﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة وأﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﺳﻮاء آﺎﻧﻮا ﻋﺮﺑﺎ أم ﻳﻬﻮدا. • روت ﺟﺒﻴﺰون، "دراﺳﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ اﻻﻋﺘﻘﺎل "ﻣﻌﺎرﻳﺐ 9961..1112 • اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ آﺘﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻻﻋﺘﻘﺎل اﻹداري اﻟﺬي ﻧﻔﺬ ﺑﺤﻖ اﻟﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﺣﺮآﺔ "آﺎخ "اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وﻧﺸﺮ ﺧﻄﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻋﺘﻘﺎﻻت إدارﻳﺔ ﺑﺤﻖ ﻳﻬﻮد ﻣﺘﻄﺮﻓﻴﻦ ﻟﺘﻘﻠﻴﺺ اﻟﻮﺟﻮد اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ.
|