صفحة: 12

وَهُناكَ هُناكَ في ٱلْبِرْكَةِ كانَتْ سَمَكَةٌ تَبْكي وَتُوَلْوِلُ طولَ ٱلْيَوْمِ . تَبْكي وَتَقولُ : " سَئِمْتُ سَئِمْتُ، وَبَعْدَ قَليلٍ يَغْلِبُني ٱلنَّوْمُ . بَدَلَ ٱلْفَرْحَةِ وَٱلُْغْنِياتِ تَمْلَُ دُنْيايَ فُقاعاتٌ يَكْفي ! لَنْ أَبْقى بَعْدَ ٱلْنِ لَنْ أَبْقى سَمَكَةً، تَخْنِقُني ٱلْغُصَّةُ وَٱلْهاتُ في هٰ ذِهِ ٱلْبِرْكَةِ . ماءٌ ماءٌ، يَغْمُرُني ٱلْماءُ . لا يَنْشَفُ جِسْمي طولَ ٱلْعُمْرِ، وأَكادُ أَموتُ مِنَ ٱلْقَهْرِ" . قالَتْ لي ٱلْمَوْجَةُ يَوْمًا : "عُدّي حَتّى لا تَبْقَيْ مقْهورَةً، واحِد ٱثْنانْ ثَلاثَة، ٱنْقَلِبي فَوْرًا عُصْفورَة" . حَلَّقَتِ ٱلْعُصْفورَةُ فَرْحى، كُلُّ ٱلْغَيْماتِ صاحَتْ مَرْحى ! " وَأَطيرُ أَطيرُ أَطيرُ كُلَّ ٱلْيَوْمِ صَعْبٌ هٰ ذا يا قَوْمُ" صَوْتُ ٱلْعُصْفورَةِ مَكْسورٌ، يَشْكو وَيَقولُ، يَشْكو وَيَقولُ : " فَأْرًا سَأَصيرُ" . اَلْفَأْرُ عَجيبٌ مِنْ صِغَرِهِ، لا يَعْرِفُ يَهْدَأُ في جُحْرِهِ . اَلْقِطُّ يَنُطُّ وَما تَعِبَ، خَبِّئ يا فَأْرُ ٱلذَّنَبَ لٰكِنَّ ٱلْفَأْرَ ٱلْمِسْكينَ يَنْجو بِٱلْحَظِّ، مِنْ نابِ ٱلْقِطِّ ٱلْمَلْعونِ، وَٱلْفَأْرُ يَقولُ وَٱلدَّمْعَةُ تَلْمَعُ في عَيْنِهِ " وَأُريدُ أُريدُ أَنْ أُصْبِحَ فيل" . لٰكِنَّ خُرْطومَ ٱلْفِيل طَويل، قَدْ يوقِعُهُ بَعْدَ قَليل، وَٱلنّابانِ مِنَ ٱلثِّقَلِ سَحْبُهُما صَعْبٌ . ما أَحْلى أَنْ أُصْبِحَ دُبّ وَخَلايا ٱلنَّحْلِ ملْى عَسَلاً ذَهَبِيًّا رَطْب، وَلِساني في ٱلْعَسَلِ ٱلْحُلْوِ يَدور، يَلْحَسُ في نَهَمٍ وَيَدور، وَٱلْمَغْصُ يُمَزِّقُ لي بَطْني، وَٱلْوَجَعُ كَبير، وَٱلْمَغْصُ خَطير، تَشْتَدُّ حَرارَةُ هٰ ذا ٱلدُّبِّ، حُمّى حُمّى ! يَرْفَعُ عَيْنَيْهِ إِلى ٱلَْعْلى، ٱرحَمْ يا رَبّ ! يا رَبِّ ٱلسّاكِنُ في ٱلْعَلْياءِ، أَرْجِعْني سَمَكَةً في قَلْبِ ٱلْماءِ، وَحَكَيْنا كُلَّ حِكايَتِنا، لَمْ نُغْفِلْ حَرْفًا، لَمْ نَسْتَعْجِلْ، لَمْ نَتْرُكْ أَيَّ كَلِمَةٍ أَوْ أَيَّ نَغَمَةٍ حَتّى ٱنْكَشَفَ ٱلسِّرُّ وَبانَ ٱلَْمْرُ، كُنْ دَوْمًا أَنْتَ، هذا يَكفيكَ أَنْ تَبْقى أَنْتَ، أَجْمَلَ ما فيكَ . اَلسَّمَكَةُ ٱلَّتي ما أَرادَتْ أَن تَكونَ سَمَكَة باوِلْ كور 12

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


 لمشاهدة موقع كوتار بأفضل صورة وباستمرار