صفحة: 154
أدوار يلعبها صانع الأفلام الوثائقية يعبر مخرجو الأفلام الوثائقية عن نظرة خاصة تجاه أفلامهم ؛ فيعكسون من خلالها أفكارهم وتوجهاتهم . أما أهم الأدوار التي يلعبها صانع الفيلم الوثائقي ، فهي : باحث جوال : الكاميرا لا توثق ما يحدث فحسب ، بل تكشف للمشاهدين النقاب عن الدلالة الداخلية التي تنطوي عليها الأحداث ، نسوق كمثال فيلم " نانوك : الرجل من الشمال " ، للمخرج " روبرت فلهرطي " عام ، 1922 ويصور المخرج من خلاله حياة شعب " الأسكيمو " ، شمال كندا ، معتمدا على المشاهدات التي أجراها بنفسه . فجاء الفيلم ليقدم وثيقة تمس شغاف القلب ، بتصويره بطل الفيلم نانوك في صراعه الدائم من أجل الحياة ، ليصبح رمزا للقوة الكامنة في الإنسان من أجل البقاء . موثق : منتجو هذه الأفلام يلازمون كاميراتهم ، ليكونوا على أهبة الاستعداد لتصوير ما يناسبهم من محيطهم . الكاميرا عيونهم ، وبها يخلدون الأشياء من وجهة نظرهم . والمصور هنا ، بطل غير مرئي ، لأنه ينقل كل شيء يعبر عن شخصيته . باحث : يتناول الفيلم مواضيع متداولة ، ويكشف النقاب عن قضايا سياسية ومشكلات اجتماعية ، فيعرض مقابلات مع أشخاص ذوي علاقة بالموضوع المطروح . لا ينخرط صانع الفيلم بالأحداث ، بل يراقبها عن بعد . واعظ : بعض صناع الأفلام لا يتركون المادة المصورة تتحدث عن نفسها ، بل يستخدمون تقنيات الفيلم الوثائقي من أجل رسالة تربوية ؛ فيختارون المواد ويرتبون الزمان والمكان ، لفرض تفسير واضح وقاطع ، ويقحمون المؤثرات البلاغية كي يقدموا للمشاهد عملا فنيا واضح الموقف . مؤرِّخ ٌ : يهدف الفيلم هنا إلى تجسيد التاريخ من خلال المادة البصرية ؛ إذ يعمل على توصيف حقبات زمنية من تاريخ شعب ما . يمثل هذا النوع من الأفلام السلسلة البريطانية " عالم في الحرب " ، الذي صور إبان الحرب العالمية الثانية . كاتب سيرة ذاتية : حين يوثق منتج الفيلم بشكل بصري حياة شخص ما ، كأفلام السيرة التي صورت عن " جبران خليل جبران " أو " مي زيادة " . شاعر : بعض صناع الأفلام الوثائقية شديدو الشبه بالشعراء . أفلامهم انطباعية ، وتنقل لنا تجربة جمالية . هذا النوع يتناول عادة ، مواضيع تعنى بإبراز جمال الطبيعة ، فيقدم مناظر طبيعية غريبة وساحرة . ناقد اجتماعي : هذه الأفلام تكشف النقاب عن الحياة في المؤسسات ، فتتناول مواضيع اجتماعية وأخلاقية وسلوكية ، وتتناول قيما كالمحبة والتسامح ، وآفات اجتماعية مثل : اللامبالاة ، العنجهية وغيرها .
|