|
صفحة: 64
عندما وصل المعلم إلى بيته ، سرعان ما بعث رسولا يرجع ما استقرضه لصاحبه . لكن الرسول كان يشبه معلمه فلم يشكر الشيخ . بعد عدة أيام ، التقى الشيخ بالمعلم وهو يشرب الشاي ، ورأى أنه الوقت المناسب للحديث فبادر قائلا : " لم يحالفك الحظ في ذلك النهار عندما هطل عليك المطر ، أليس كذلك ؟" . فأجابه المعلم : " نعم ، لم يحالفني . أظن أن الراهب قد أوصل إليك مظلتك وغيتك " . " كان ذلك لطفا منك " . قال الشيخ ذلك ملاحظا أنه قد قام بشكر المعلم من غير قصد ، وفكر في نفسه " كيف سمحت لنفسي بارتكاب مثل تلك الهفوة ؟" . أثناء ذلك كان المعلم يبتسم وهو جالس مقابل الشيخ الذي لم يستطع كتم غضبه فقال : " أيها المعلم ، إنك سيئ التربية ، عليك أن تشكرني على الأقل ! " فرد الشيخ بوقار : " إذا قمت بشكرك ، سأكون بذلك قد قمت برد الجميل " . ثم أضاف بصوت هادئ : " إنني أشكرك في نفسي دائما ، ولا أنسى أعمالك الطيبة . إذا انتظر الإنسان الشكر على أفعاله الخيرة ، فإن تلك الأفعال غير حقيقية . عليك ألا تحسب نفسك مصدر سعادة للآخرين فتنتظر منهم كلمات الشكر والحمد ، لأن الأعمال الخيرة بنفسها عليها أن تدخل السعادة إلى قلبك ، وإذا قمت بتقديم شيء أو بمساعدة أحد ما ، عليك ألا تنتظر المكافأة منه . ذلك هو عمل الخير الحقيقي . إنك تكذب على نفسك إذا قمت بفعل الخير بدافع الغرور أو الخيلاء ، لأنك بهذا تسمح للظلام بتملكك . الإنسان ميال إلى الطمع ، عندما يقوم بعمل صالح لأحد ما ، فإنه يسعى للحصول على شيء بالمقابل . لكن إذا كنت تسعى في كل عمل لمساعدة الآخرين ، لن تصل إليك خيبة الأمل " . هوية النص . 1 عنوان النص : انتظار الشكر . . 2 نبذة عن موضوع النص : يطرح النص حكمة صينية مفادها أن الإنسان يجب أن يقوم بتقديم أعمال الخير دون أن ينتظر الشكر عليها ، لأن انتظار الشكر يفسد النوايا إذا كان هو الدافع الأساسي من وراء عمل الخير . . 3 مميزات النص من حيث الأسلوب واللغة : يعتمد النص على اللغة البسيطة السردية والكلمات التي يمكن فهمها من السياق والنبرة باعتبار أنه يقدم للتلاميذ سماعيا . . 4 نوع النص : سردي قصصي - حكمة . . 5 المصدر : الكتاب الإلكتروني : أمثال وحكم عالمية بقصص قصيرة . ترجمة : ليلى بيان صالحة ، الرابط : http : // www . ektab . com / % / D 9 % 82 % D 8 % B 1 % D 8 % A 7 % D 8 % A 1 % D 8 % A 9 - % D 9 % 83 % D 8 % AA % D 8 % A 7 % D 8 % A 8 / 7506
|