صفحة: 35
مجال الكتابة : مجال الاستماع الإحسان كانت دقات قلب سعيد تتسارع ، وهو يدخل الشركة الكبيرة التي يطمح بالحصول على وظيفة فيها ؛ فهذه الشركة تعد من أكبر شركات البلد ، وصاحبها من أغنى الأغنياء ، والكل يتهافت للحصول على عمل فيها ، وبينهم أبناء الكبار وأصحاب الوساطات ، فكيف له أن ينافس كل هؤلاء وهو الشاب البسيط ، حديث التخرج من الجامعة ؛ وابن الموظف البسيط الذي توفي ولم يترك له من مال الدنيا شيئا ، ولكنه تذك ّر وصية المرحوم والده الذي أوصاه بالتوك ّل على الله في كل أمر ، وأن يرضى بقضاء الله عز وجل مهما كان ، وأن لا يحزن على أي شيء لم يحصل عليه ، فلربما كان الخير في ذلك دون أن يدري . دخل سعيد على مدير شؤون الموظفين وقدم أوراقه وطلب منه الرجل أن ينتظر اتصالا كي يتم إعلامه بالنتيجة . خرج سعيد وهو شبه متيقن من أن النتيجة ستكون سلبية ؛ هذا إذا اتصل به أحد أصلا ولم يرموا طلبه في أقرب سلة مهملات . مضت عدة أيام وفجأة جاء الاتصال الموعود ، وطلب منه المتحدث أن يأتي الشركة في مساء نفس اليوم لإجراء مقابلة . فرح سعيد ولبس أحسن ما وجده من ثيابه المتواضعة ، وذهب حسب الموعد وأبلغ موظف الاستعلامات باسمه ، فقال له الأخير وهو ينهض احتراما : - أهلا وسهلا يا سيد سعيد ، شرفتنا يا سيد سعيد ، تفضل أوصلك إلى غرفة رئيس مجلس الإدارة . ضحك سعيد وقال للرجل : - يا صديقي أنت قد خلطت بيني وبين شخص آخر ، أنا مجرد شخص بسيط طالب وظيفة !! سأله الرجل : - ألست الأستاذ سعيد وحيد فريد ؟ وعندك موعد الساعة الخامسة؟ أجاب سعيد : - نعم ، أنا هو . - أجاب الرجل مبتسما :
|