صفحة: 208

كان يعتقد ، أيضا ، بعض الصينيون القدماء أن تنين السماء الأسطوري يهاجم القمر أثناء الخسوف ويلتهمه ، ولتخويف التنين وإبعاده ؛ كان الناس يقرعون الطبول والأواني لإحداث ضوضاء عالية . أما في الهند كان الاعتقاد عندهم هو أن القمر أثناء خسوفه يتم التهامه من قبل شيطان اسمه " راحو "، وكان هذا اليوم بالنسبة لهم يوما مشؤوما لذا كانوا يمتنعون عن الطبخ والأكل . والعديد من الثقافات القديمة كانت تعتبر خسوف القمر على أنه أمر سيء ، ويوم مشؤوم ، وفي بعض الأحيان كان يعتبر على أنه أمر جيد . والبعض الآخر من الثقافات كان يوجه اللوم لاختفاء القمر أثناء الخسوف دائما إلى الشياطين والحيوانات القاتلة ونمور الجاكوار . فكان يتم ابتلاعه من قبل الجاكوار أو التنين ، وفي بعض الأحيان يبتلع من قبل الشياطين . أما الأسطورة التي ترويها لنا قبيلة " الهيبا " وهي قبيلة من الأمريكيين الأصليين من شمال كاليفورنيا أكثر مرحا ، حيث تعتقد القبيلة أن القمر لديه 20 زوجة ، والكثير من الحيوانات ، معظم تلك الحيوانات كانت من الأسود الجبلية والدببة والثعابين . وعندما لا يجلب القمر لهم ما يكفي من الغذاء ليتناولوه ، تهجم عليه تلك الحيوانات وتجعله ينزف ، وينتهي الخسوف عندما تأتي زوجات القمر لحمايته ، وتقوم بجمع دمه وإعادة الصحة له . أما قبيلة " لوسينو " في جنوب كاليفورنيا ، كانوا يعتقدون أن الخسوف هو عبارة عن إشارة على أن القمر مريض ، وكان أفراد القبيلة يلقون بعض الأناشيد أو الصلوات لإعادة القمر إلى صحته . لكن للقمر في بلاد الشرق العربي مهمة أخرى أكثر دقة وتحديدا ، وأكثر اتباعا للأساليب العلمية في الرصد والدراسة ، لأن الشهور العربية في التقويم العربي الهجري تعتمد حتى الآن على ميلاد القمر ودورة حياته في السماء ، الأمر الذي يتطلب العديد من الحسابات الفلكية ومحاولات رصد هلال الشهر الجديد وفق خبرات تراكمت عبر أجيال من الراصدين والمستطلعين ، كيف لا وإحدى أهم الشعائر الدينية التي يمارسها المسلمون وهي الصوم ترتبط بمولد هلال شهر رمضان في السماء؟ بتصرف عن : " روايات وأساطير عن رؤية وجه رجل في القمر " ، موقع الرياض ، 2013

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


 لمشاهدة موقع كوتار بأفضل صورة وباستمرار