صفحة: 129
الاستماع عبد الله والأعرابية التمهيد هو نص أدبي قصصي . ونلحظ فيه وجود ما يلي في القصة : أ ـ الشخصيات وخاصة الشخصية الرئيسية . ب - دور الراوي الرئيسي في القصة وقد يكون مشاركا بالأحداث وقد لا يكون . ج -وسائل التشويق الظاهرة في القصة . د - الصور الفنية ولغة المجاز . هـ - تأثيرات الثقافة والبيئة الظاهرة في القصة . و - الوصف المعبر . ز ـ ترتيب الأحداث وتسلسلها : بداية وعقدة وذروة ونهاية وحل . عبد الله والأعرابية كان عبد الله بن العباس من أجواد العرب ؛ وكان منصرفا من الشام إلى الحجاز ، فنظر منزلا في الطريق ، وطلب من غلمانه طعاما ، فلم يجدوا ، فقال لوكيله : " اذهب في هذه البرية ؛ فلعلك تجد راعيا أو حيا عنده لبن أو طعام " . فمضى الغلمان حتى رأوا عجوزا في حي ، فقالوا لها : أعندك طعام نبتاعه ؟" قالت : " أما البيع فلا ؛ ولكن عندي ما لي ولأبنائي به حاجة " قالوا : فأين بنوك ؟" قالت : " في رعي لهم ؛ وهذا أوان أوبتهم " . قالوا : " فما أعددت لهم ولك ؟" قالت : " خبزة تحت ملتها " . قالوا " : " وما عندك غير هذا ؟" قالت : " لا شيء " . قالوا : " فجودي لنا بشطرها " . فقالت : " أما الشطر فلا أجود به ، وأما الكل فخذوه " . فقالوا لها : " تمنعين النصف ، وتجودين بالكل ؟ قالت : " نعم " . لأن إعطاء الشطر نقيصة ، وإعطاء الكل كمال وفضيلة . فأنا أمنع ما يضعني ، وأمنح ما يرفعني " . فأخذوها ، ولم تسألهم من هم ، ولا من أين جاءوا . فلما وصلوا إلى عبد الله ، وأخبروه بخبرها عجب من ذلك ؛ ثم قال لهم : " احملوها إلي الساعة " . فرجعوا إليها ، وقالوا لها : " انطلقي معنا إلى صاحبنا ، فإنه يريد أن يراك " . فقالت : " ومن صاحبكم ؟ " قالوا : عبد الله بن العباس " . قالت : " وأبيكم هذا هو الشرف العالي ، وذروته الرفيعة . وماذا يريد مني ؟" قالوا : مكافأتك وبرك " . فقالت : " أوه ! والله لو كان ما فعلت معروفا ما أخذت له بدلا ؛ فكيف وهو شيء يجب على الخلق أن يشارك فيه بعضهم بعضا ؟ ! " فلم يزالوا بها حتى أخذوها . فلما وصلت إليه سلمت فرد عليها السلام ، وقرب مجلسها ؛ ثم قال لها : " ممن أنت ؟" قالت : " من بني كلب " . قال : فكيف حالك ؟" قالت : " أسهر اليسير وأنام أكثر الليل ، وأرى قرة العين
|