|
|
صفحة: 103
العلاقات المتبادلة بين الإنسان والبيئة تغيرت على مر التاريخ في عصر ا µ نسان القديم كان الناس متعلقين بالطبيعة بالكامل تقريبا . إذ اعتاش القدماء ، الذين كانوا صيادين ولقاطين ، مما وفرته لهم بيئتهم الطبيعية. فقد اصطادوا الحيوانات والأسماك وجمعوا الثمار واقتلعوا الجذور ولقطوا الحبوب وما شابه . ولكي يجدوا ما يعتاشون منه ، رحلوا من مكان إلى آخر بحثا عن الماء والغذاء لهم ، وعن المراعي لمواشيهم . في فترات نسان بالبحث عن الاستقرارµمتأخرة أكثر، عندما بدأ ا في مكان ثابت ، أقام بلداته ، غالبا ، في الأماكن التي كانت فيها الظروف الطبيعية مريحة ، على سبيل المثال : بالقرب من مصدر ماء – نهر ، واد ، بحيرة ، مجمع مياه أو نبع، أو في الأماكن الجبلية العالية التي وفرت له الحماية والأمن . مع تعاقب الأجيال تغيرت العلاقات المتبادلة بين ا µ نسان والبيئة الطبيعية . فقد نسان كيف يلائمµتعلم ا بيئته لاحتياجاته ، ويتغلب على العوائق التي وضعتها الطبيعة في طريقه ، فابتكر وطور اختراعات مختلفة ، جعلت حياته أسهل – حتى في الأماكن التي كانت ظروف المعيشة فيها صعبة . في أيامنا ، يبني ا µ نسان بلدات كبيرة تغطي مبانيها مساحات واسعة جدا من المناظر الطبيعية . هل يمكنكم أن تتخيلوا كيف كان المنظر الطبيعي في هذا المكان قبل بناء المدينة عليه؟ على مدار تاريخ الجنس البشري ، حسن ا µ نسان وطور قدراته التكنولوجية ونجح في التغلب على كثير من العوائق والقيود التي وضعتها الطبيعة في طريقه . على سبيل المثال : بنى ا µ نسان السواقي ( الساقية هي قناة مكشوفة لنقل المياه من مكان إلى آخر )، ونقل بواسطتها المياه إلى البلدات البعيدة عن مصادر المياه . في الصورة : ساقية قديمة بنيت قبل حوالي 2 , 000 سنة ، نقلت المياه إلى قيساريا طوال فترة استمرت أكثر من 1 , 000 سنة .
|
|