|
صفحة: 112
تاريخ لم يكن السهل الساحلي مأهولا بكثافة دائما . صحيح أنه على طول السهل الساحلي ازدهرت في فترات معينة مدن هامة ، مثل : عكا، قيساريا، يافا، وأشكلون، إلا أنه في القرون الأخيرة وحتى بداية القرن الـ 20 سكن في منطقة السهل الساحلي عدد قليل من السكان نسبيا . كيف تحول السهل الساحلي من منطقة قليلة السكان إلى أكثر المناطق كثافة سكانية في البلاد؟ في الماضي – كان الاستيطان في منطقة الجبل " مطلوبا " وكانت منطقة السهل الساحلي قليلة السكان سكن منطقة السهل الساحلي طوال القرون الأخيرة عدد قليل من السكان الذين عاشوا في البلاد . في أواخر القرن الـ 19 ( قبل حوالي 150 سنة أي في فترة الحكم العثماني في البلاد )، بلغ عدد سكان البلاد نصف مليون نسمة فقط . معظمهم من العرب والبقية كانوا من الدروز واليهود . معظم سكان البلاد العرب استوطنوا المناطق الجبلية أو سفوحها ومنحدراتها الغربية ، وقد عاشوا في بلدات قروية . اعتمد سكان هذه البلدات القروية على الزراعة في معيشتهم أي أن منتجاتهم الزراعية كانت في الأساس لاستهلاك الفلاح وعائلته ، ولتسويق ما قد يتوفر من المنتجات . أما نمط حياتهم ، فكان تقليديا محافظا . في هذه الفترة، كان في البلاد عدد قليل من المدن أو المدن الصغيرة ( حوالي 25 مدينة ومدينة صغيرة ) يزيد عدد سكانها عن 1 , 000 نسمة منها القدس ، نابلس ، يافا ، صفد ، حيفا ، عكا . معظم البلدات المدينية كانت بلدات عريقة قائمة منذ مئات السنين . كانت هذه البلدات المدينية مراكز للمحلات التجارية والأسواق وورش الحرفيين ، ويؤمها الفلاحون من القرى المحيطة . في تلك الفترة كانت مناطق واسعة من السهل الساحلي غير مأهولة ، لأنها لم تكن ملائمة للزراعة – كانت فيها مستنقعات وانتشر فيها البعوض ومرض الحمى (الملاريا). هذا ما كان في أحواض الأنهار النعامين ( نعمان )، المقطع ( كيشون )، وادي أبو نار ( الخضيرة ) وإسكندر ( ألكسندر ) . كما امتدت في هذه المنطقة مساحات واسعة من الأراضي الرملية التي لم تكن صالحة للفلاحة . ومع ذلك ، من الجدير بالذكر أنه في عدد من المناطق في السهل الساحلي كانت تجمعات سكانية – في السهل الساحلي الجنوبي حيث كانت هناك تربة طمي صالحة للزراعة مكنت الفلاحين من تطوير زراعة من شرقي يافا وحتى الرملة واللد ، وفي أجزاء معينة في السهل الساحلي الشمالي .
|
|