|
صفحة: 164
وعلى البقيض تعد المصافحات الباردة بأطراف الأصابع البمط السَائد في بعض الدول الأفريقية . وبمبحى عن كل ما شبق ، كثير من الرجال في المجتمعات المحافظة لا يصافحون البسَاء من خارج العائلة . 7 أما بالبسَبة للتواصل البصري لدى الشعوب المخْتلفة ، فبلاحظ أنه في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكبدا ، يعد التواصل البصري المعتدل ذا أهمية بالغة نظرا لدوره الفعال في نقل الشعور بالاهتمام والانتباه . كذلك في العديد من دول الشرق الأوشط ، يعد التواصل البصري رمزا للثقة والإخلاص . وعلى البقيض ، خاصة في المجتمعات المحافظة ، فإن أي شيء غير التواصل البصري المحدود للغاية ، يعد أمرا غير لائق . في الإطار ذاته ، فإن التواصل البصري لمدة طويلة يعد تحديا في المجتمعات الآشيوية والأفريقية واللاتيبية . لغة الجسد فطرية أم مكتسبة؟ 8 ومع كل الاختلافات المذكورة أعلاه في لغة الجسَد لدى الشعوب ، إلا إن معظم إشارات التواصل الأشاشية تعتبر واحدة في جميع أنحاء العالم ؛ فالإيماءة بالرأس تسَتخْدم تقريبا في العالم كله بمعبى " نعم " أو للدلالة على التأكيد ، وربما تكون إيماءة فطرية ، لأن الأشخْاص الذين ولدوا مصابين بالعمى يسَتخْدمونها أيضا . كذلك الأمر عبدما يكون الأشخْاص شعداء ، فإنهم يعبرون عن ذلك بابتسَامة ، وعبدما يشعرون بالحزن أو الغضب ، يتجهمون أو يعبسَون بغض البظر عن انتماءاتهم الثقافية . واتضح أيضا أنه توجد بعض الإيماءات الأخرى التي يفهمها الجميع . ففي دورتي الألعاب الأولمبية " والبارالمبية " ) أولمبياد المعاقين ( عام 2008 اتخْذ الرياضيون من كل الثقافات وضعية الجسَد نفسَها عبد الفوز ؛ وهي رفع اليدين إلى الأعلى على شكل حرف ) V ( باللاتيبية ، مع رفع الذقن إلى الأعلى . ويبطبق الأمر نفسَه على الرياضيين المكفوفين مبذ الولادة ؛ مما يشير إلى أن وضعية الانتصار فطرية ، ولا تكتسَب بالملاحظة . ويبدو أن وضعيات الهزيمة عامة أيضا؛ فيكاد كل المهزومين يحبون ظهورهم ويدلون أكتافهم . 9 رغم هذه البتائج المثيرة للاهتمام ، فإن العلم قد أوضح لبا أنه لا يببغي دائما أن نأخذ أفكارنا السَابقة عن لغة الجسَد على أنها حقائق مؤكدة . فحتى عبدما يتفق أشخْاص من ثقافات مخْتلفة حول معبى حركة أو إشارة معيبة ، فربما يكونون جميعا على خطإ بحسَب الحقائق العلمية الواردة أعلاه . ربما يأتي يوم نسَتطيع فيه أن نطوع لغة أجسَادنا من أجل التأثير الفعال في الرشائل التي نبثها للآخرين بشأنبا . وفي الوقت الراهن ، يمكن على الأقل تعديل المفاهيم الشائعة ، عن طريق بعض الحقائق التي قدمباها أعلاه والمدعومة بالأدلة .
|