صفحة: 70

انتبهت " روزا " إلى الحافلة التي وصلت فأيقظتها من شريط ذكرياتها الأليمة ، وعبدما وقفت الحافلة اشتقلتها " روزا " وقد أبرمت في صدرها أمرا . دفعت الأجرة ، ثم قلبت بصرها يمبة ويسَرة ، فما أن وجدت مقعدا خاليا حتى ارتمت عليه . كان مقعدها أول مقعد وراء المقاعد المخْصصة للبيض ، فضمت حقيبتها إلى صدرها وجلسَت تراقب الطريق الذي تبهبه الحافلة بهدوء . في البداية لم تلاحظ أن شائق الحافلة هو نفسَه الذي كان قد تركها تحت المطر قبل ذلك في عام . 1943 شار كل شيء بشكل عادي إلى أن جاءت المحطة التالية ، وصعد الركاب ، وإذ بالحافلة ممتلئة ؛ طلب السَائق " بليك " من أربعة ركاب جالسَين في الجزء الأوشط – بيبهم " روزا " - بأن يتبازلوا عن مقاعدهم للركاب البيض . عبدها أحسَت " روزا " بمرارة تغطي جسَدها كله كاللحاف في ليلة ممطرة . امتثل ثلاثة وقاموا ليجلس البيض ، وبهدوء اتجه رجل أبيض إلى حيثُ تجلس " روزا " مبتظرا أن تفسَح له المجال ، لكبها ، ويا لللعجب ، نظرت إليه بلا مبالاة ، وعادت لتطالع الطريق مرة أخرى . رفضت " روزا باركس " القيام وترك مقعدها ، فبهرها " بليك " : " لماذا لم تقفي وتتركي مقعدك ? " فأجابته : " لا أعتقد أنه يجب علي القيام " . فقال لها السَائق : " إن لم تتركي مكانك شأشتدعي لك الشرطة لتقبض عليك " . فردت عليه : " يمكبك أن تفعل ذلك ! " . وكانت تقول في نفسَها : " أريد أن أعرف لمرة واحدة وإلى الأبد ما هو لي من حقوق الإنسَان وحق المواطبة " . ثارت ثائرة الرجل الأبيض ، وأخذ الركاب البيض في شب " روزا " وتوعدها إن لم تقم م ِ ن فورها ِ وتجلس الرجل الأبيض الواقف . لكبها أبت وأصرت على موقفها ، فما كان من شائق الحافلة أمام هذا الخْرق الواضح للقانون ، إلا أن يتجه مباشرة إلى الشرطة كي تحقق مع تلك المرأة السَمراء التي " أزعجت " السَادة البيض . وبالفعل ، تم التحقيق معها وتغريمها خمسَة عشر دولارا نظير تعديها على حقوق الغير ! وهبا انطلقت الشرارة في شماء أمريكا ، ثارت ثائرة السَمر في جميع الولايات ، وقرروا مقاطعة وشائل المواصلات ، والمطالبة بحقوقهم كبشر لهم حق الحياة والمعاملة الكريمة .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


 لمشاهدة موقع كوتار بأفضل صورة وباستمرار