صفحة: 166

الزيادة في حجم هجرة العمل في عصر العولمة تطورت واتسعت ظاهرة هجرة العمل : ملايين الأشخاص يغادرون أوطانهم ويهاجرون إلى دول أخرى بهدف تحسين ظروف حياتهم . النقص في أماكن العمل ، والأجور المتدنية ، والبطالة في دول المنشأ – هي العوامل الاقتصادية الأساسية التي تغذي هذه الظاهرة . يبحث المهاجرون عن دول الأجور فيها أعلى ، وظروف المعيشة أفضل ، وفرص العمل كثيرة ومتنوعة مقارنة بدولة المنشأ . يعرف هؤلاء ب " مهاجري العمل " أو ب " المهاجرين الاقتصاديين " . في عصر العولمة تعني هجرة العمل في الأساس انتقال العمال من الدول الأقل تطورا إلى الدول المتطورة ، وهذه الظاهرة اتسعت بسبب الاحتياجات المتزايدة في عدد بوتيرة الجهتين : خلال القرن ال 20 ارتفع سكان الدول الأقل تطورا سريعة جدا ، فواجهت هذه الدول صعوبة في توفير أماكن عمل للكثير من مواطنيها؛ بالمقابل في الدول المتطورة ، تقدم السكان في السن ( بسبب الارتفاع المطرد في متوسط العمر )، في حين انخفضت نسبة الولادة ( بسبب التغيرات في قيم العائلة )، مما أدى إلى زيادة الطلب على الأيدي العاملة . في أعقاب هذا كله ، فتحت دول متطورة كثيرة أبوابها أمام مهاجري العمل ، ومنحتهم عمل بين أن نجد مختلفة من تأشيرات فيها . 2 مهاجري العمل يمكننا أنواعا المهاجرين : عمال بدون ثقافة وبدون تأهيل ، عمال غير مهرة ، يعملون في أعمال لا تلقى إقبالا كثيرا عليها ( أعمال النظافة ، التمريض – خدمة المرضى ومساعدتهم ، الزراعة ، الإنتاج ) وهم مستعدون للعمل بأجر منخفض ، وفي ظروف عمل أقل جودة مما يقبل به العمال المحليون ، وكذلك عمال مهرة ومثقفون ( مبرمجون ومهندسون وإلخ ) . وهكذا نشأت في كثير من الدول المتطورة مجموعات سكانية كبيرة من مهاجري العمل . على سبيل المثال : في سنة 2005 كان في أوروبا 64 مليون مهاجر – حوالي % 9 من سكان القارة ! بناء على توقعات هيئة الأمم المتحدة – في المستقبل سيزداد تدفق المهاجرين من الدول الأقل تطورا إلى الدول المتطورة . دخول مهاجري العمل الأجانب ذوي الدخل المنخفض إلى سوق العمل في الدول المتطورة يؤدي إلى انخفاض أجور العمال المحليين ، مواطني الدولة ، أو إلى إخراج هؤلاء العمال كلية من سوق العمل ، أي تحويلهم إلى عاطلين عن العمل ، والنتيجة هي اتساع الفجوات الاجتماعية – الاقتصادية في المجتمع . علاوة على ذلك – نشوء مجموعات سكانية كبيرة ومتزايدة ممن ليسوا مواطني الدولة في الدولة الديمقراطية يثير أحيانا مشاكل صعبة ، تؤثر على المجتمع كله : توترات بين العناصر المختلفة ( بين البيض والسود مثلا )، وتوترات بين الطوائف والأديان ( على سبيل المثال ، بين المسلمين والمسيحيين )، وظاهرة كراهية الغرباء - هذه كلها هي ظواهر تميز الدول الديمقراطية المتطورة التي توجد فيها مجموعات سكانية كبيرة من مهاجري العمل وأولادهم . مشكلة إضافية هي أن حقوق مهاجري العمل كسكان محدودة ، مقارنة بحقوق مواطني الدولة ، كما وأن قدرتهم على التأثير على مصيرهم بالوسائل الديمقراطية . أردنا عمالا ، فحصلنا " على بشر ... ماكس فريش ، أديب وكاتب مسرحي ، 1911–1991 1 تجدر بالإشارة إلى أنه لا يغادر جميع المهاجرين بيوتهم وأوطانهم بمحض إرادتهم . هناك من يفرون من الكوارث الطبيعية ، أو من الحروب أو من الملاحقات السياسية أو الاجتماعية ، هؤلاء المهاجرون يسمون " لاجئين " . 2 تأشيرات العمل التي تمنح لمهاجري العمل تكون عادة لفترة زمنية محددة ، في نهايتها عليهم العودة إلى أوطانهم . جدارية ( رسم على الحائط ) في المنطقة السكنية لمهاجري العمل الكوريين في مدينة لوس – أنجلس ، الولايات المتحدة الأمريكية

מעלות הוצאת ספרים בע"מ


 لمشاهدة موقع كوتار بأفضل صورة وباستمرار