صفحة: 54

تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي في أوقات الأزمات صحيح أن وجهة النظر النيوليبرالية تؤمن بأقل تدخل ممكن للدولة في النشاط الاقتصادي كما تؤمن ، من جهة أخرى ، بأن يتمتع الإنسان بأقصى حريته وكامل مسؤوليته عن إدارة حياته بنفسه . ولكن في أوقات الأزمات الاقتصادية الشديدة يبدو أن النيوليبراليين يتخلون عن مبادئهم ويؤيدون تدخل الدولة . مثال على ذلك يمكننا أن نلاحظه في رد فعل السلطات الأمريكية على الأزمة الاقتصادية العالمية ، التي بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 2007 وانتشرت في العالم كله . بدأت الأزمة العالمية مع " أزمة الساب – برايم " في الولايات المتحدة : ارتفاع حاد في عدد المقترضين ( المدينين ) الذين لم يستطيعوا الوفاء بالتزاماتهم وتسديد القروض التي أخذوها لشراء بيوت سكنية . الأمر الذي أدى إلى إفلاس الهيئات والمؤسسات التي أقرضت أموالها للناس لشراء البيوت السكنية . بلغت الأزمة ذروتها عندما أعلن أحد البنوك الكبيرة في الولايات المتحدة – بنك ليهمن بردرس – عن إفلاسه . منذ ذلك الوقت فصاعدا بدأت كرة الثلج تتدحرج ، والأحداث تتلاحق – أسواق التسليف ( الائتمان ) العالمية تجمدت ، أسهم بنوك كبيرة انهارت ، المصانع بدأت تفصل قسما من عمالها . دخل الاقتصاد العالمي في جمود مطلق وكان في مستوى مرتفع من عدم اليقين . في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهي دولة تسودها وجهة النظر النيوليبرالية ، قرر الرئيس الأمريكي في حينه ، جورج بوش ، اتخاذ برنامج إنقاذ اقتصادي هدفه تحقيق استقرار في اقتصاد الدولة . سن قانون الطوارئ لاستقرار اقتصاد الولايات المتحدة لسنة ، 2008 وبناء عليه منح وزير المالية صلاحيات لاستثمار مليارات الدولارات من أموال الجمهور الأمريكي في شراء القروض الإشكالية من البنوك الأمريكية التي تورطت في ضائقة والاحتفاظ بها كوديعة حتى ينتعش الاقتصاد الأمريكي . هذا التدخل من جانب الدولة هدف إلى منع دخول الجهاز الاقتصادي الأمريكي في ركود * اقتصادي عميق ، الأمر الذي اعتبر خطوة شاذة في دولة نيوليبرالية مثل الولايات المتحدة ، التي تؤمن بأدنى قدر من التدخل الحكومي في الاقتصاد . في إسرائيل أيضا نلاحظ بين الحين والآخر توجهات إلى الحكومة من أجل أن تتدخل في حالة حدوث أزمات اقتصادية ، عندما توشك مصانع مختلفة على الانهيار مثلا ، يتوقع العمال بل يطالبون الحكومة بالتدخل من أجل مساعدتهم . من الصحافة من التقرير الذي قدمه ميكي شرن ، رئيس فرع اتاد أرباب الصناعة في الشمال ومدير داغون بيوت التخزين لإسرائيل ، في أعقاب استفتاء أجري في عشرات المصانع في حيفا والشمال ، [ ... ] يتضح أنه منذ بداية الأزمة الاقتصادية في أيلول 2008 فصل من مصانع حيفا والشمال حوالي 8 , 000 عامل كانوا يعملون في مئات المصانع . كما جاء في التقرير أن % 80 من المصانع في حيفا والشمال قلصت ساعات العمل ( الورديات ، الساعات الإضافية ، وساعات العمل العادية )، بنسبة بلغ معدلها . % 19 حذر شرن ، من أنه في حالة عدم توفر الائتمان وبدون اتخاذ حكومة إسرائيل خطوات مهمة لتطوير بنى تتية وطنية وبدون تقديم الدعم الجدي للمصانع في المناطق البعيدة عن المركز ، فإن المصانع في الشمال ستنهار الواحد تلو الآخر . عن : عوفر ڤ ولفسون ، " 8 , 000 مفصول عن العمل من مصانع الشمال منذ أيلول " ، 24 ، News 1 آذار 2009 * ركود : مصطلح في علم الاقتصاد معناه فترة طويلة نسبيا يكون فيها النشاط الاقتصادي بطيئا في الجهاز الاقتصادي كله . يؤدي الركود عادة إلى هبوط في الأسعار ، وتقليص الإنتاج والتجارة ، وهبوط في سوق العمل . ? . 1 لماذا ، حسب رأيكم ، يوجد تفهم وتوجد مبررات أكثر لتدخل الدولة في النشاط الاقتصادي في أوقات الأزمات؟ . 2 ابحثوا في وسائل الإعلام المختلفة عن معلومات حول المطالبة بتدخل الحكومة في الاقتصاد . اشرحوا لماذا هناك حاجة إلى هذا التدخل ، وافحصوا إذا كان لهذا التدخل ما يبرره من وجهة نظركم . مظاهرة عمال مصنع " بغير " ضد إغلاق المصنع ، أمام ديوان رئيس الحكومة في القدس ، 2002

מעלות הוצאת ספרים בע"מ


 لمشاهدة موقع كوتار بأفضل صورة وباستمرار