صفحة: 48

مخصصات الأولاد في إسرائيل – بين الانتقائية والشمولية مخصصات الأولاد التي تدفعها مؤسسة التأمين الوطني هي ترجمة لقرار المجتمع الإسرائيلي مساعدة العائلات ذات الأولاد في تربية أولادها والاشتراك ، ولو جزئيا ، في نفقات هذه التربية . برنامج مخصصات الأولاد هو حاليا شمولي ، إذ إنه يشمل جميع العائلات التي لها أولاد في البلاد ، ويقدم للعائلات مخصصات مالية عن كل ولد في العائلة . ولكن ذلك الأمر لم يتم بهذه الطريقة طوال الوقت . في فترات مختلفة تركز مبنى البرامج واستحقاق الحصول عليها في العائلات ذات الدخل المتدني . في الفترة الأولى ( منذ سنة 1959 ) وجهت مخصصات الأولاد لمساعدة العائلات الكثيرة الأولاد ، وعليه شملت فقط الولد الرابع فما فوق ، وفي فترة لاحقة بدأت تعطى من الولد الثالث فما فوق – حتى سن 14 سنة ( في البداية )، وبعد ذلك حتى سن ّ 18 سنة . داخل هذه المجموعات ( العائلات الكثيرة الأولاد ، والأولاد حتى سن معينة ) – كانت المخصصات شمولية لأنها أعطيت لكل من انتمى إلى المجموعة ، بغض النظر عن اختبارات الدخل . قصر هذه المخصصات على هذه المجموعات هدف إلى تقليص اللا مساواة والفجوات في مستوى المعيشة بين العائلات الكبيرة والعائلات الصغيرة في إسرائيل . 1 مع مرور السنوات بدأ توجه لزيادة نسبة المستفيدين من مخصصات الأولاد ، إذ بدأت تشمل ، على سبيل المثال ، العائلات الصغيرة . كما قدمت منحة إضافية لأولاد من خدموا في الجيش ( مخصصات من خدموا في الجيش )، وذلك بهدف زيادة قيمة الدعم للعائلات الكثيرة الأولاد من الوسط اليهودي في الأساس . طرأ في الثمانينات تحول في السياسة الاجتماعية – الاقتصادية في إسرائيل ، وقد تمثل ذلك في مخصصات الأولاد أيضا . في سنة 1985 توقف الدفع عن الولد الأول ، وتم فقط في حالة كان دخل رب العائلة لا يزيد عن % 95 من معدل الأجور في المرافق الاقتصادية . في سنة 1990 توقف تقديم المنحة عن الولد الثاني أيضا ، ولم تدفع المخصصات إلا للعائلات متدنية الدخل . ولكن ، في بداية التسعينات اتضح أن السياسة الانتقائية واستخدام اختبارات الإمكانيات لم تنجح ، حيث لم ينجح الكثيرون من مستحقي المخصصات في الحصول على حقوقهم وتحصيل هذه المخصصات . أي أن تطبيق الطريقة الانتقائية لم يعد بالمنفعة على ذوي الدخل المتدني ، بل بالعكس؛ وعليه ، عادت مخصصات الأولاد في سنة 1993 لتصبح شمولية ، وألغيت اختبارات الإمكانيات . واعتبارا من سنة 1994 ألغيت أيضا ، وبشكل تدريجي ، المخصصات الإضافية التي منحت لمن خدموا في الجيش وبذلك ألغي التمييز الذي استمر سنوات طويلة ضد العائلات العربية الكثيرة الأولاد . في السنوات التالية استمر الجدل بين مؤيدي مخصصات أولاد شمولية ومؤيدي مخصصات انتقائية . على سبيل المثال ، في سنة 1994 اقترحت وزيرة العمل والرفاه الاجتماعي في حينه أورا نمير ، فرض ضريبة على مخصصات الأولاد لذوي الدخل العالي والمتوسط؛ وفي سنة 1996 طلبت حكومة الليكود فور استلامها مخصصات تنقل عمليا الموارد " الأولاد من الشمولية كافة السكان إلى العائلات ذات الأولاد مقابل مساهمتها في تنشئة الجيل الجديد من المجتمع . من اللائق أن تقع المسؤولية عن الجيل الصاعد على عاتق المجتمع بأسره ، لا على عاتق العائلات ذات الأولاد فقط . يتسحاق كدمون ، مدير عام مجلس سلامة الطفل 1 مع قيام الدولة وصل إلى البلاد عشرات الآلاف من القادمين الجدد مع عائلات كثيرة الأولاد . بالإضافة إلى مصاعب التأقلم في الفترة الأولى من الهجرة ، كان على هذه العائلات أن تعيل أعدادا كبيرة من الأنفس بواسطة دخل متواضع جدا . بهذه الطريقة تكونت فجوة اجتماعية – اقتصادية شاسعة بين عائلات المهاجرين التي كان معظمها من دول الشرق والعائلات القديمة في البلاد ، التي كانت بشكل عام عائلات صغيرة وغنية جدا . لسد هذه الفجوة أقيم التأمين للعائلات كثيرة الأولاد . عائلة كثيرة الأولاد من القادمين الجدد من اليمن ، 1948

מעלות הוצאת ספרים בע"מ


 لمشاهدة موقع كوتار بأفضل صورة وباستمرار