صفحة: 53
تدخل الدولة في سوق العمل بناء على وجهتي النظر أحد الأمثلة التي يمكننا من خلالها التعرف على الفروق بين وجهة النظر الاجتماعية – الديمقراطية ووجهة النظر النيوليبرالية في موضوع مدى تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي ، هو مجال سوق العمل . في الدول التي تسودها وجهة النظر الاجتماعية – الديمقراطية ، تعمل الدولة بواسطة سلسلة من القوانين من أجل حماية العمال والمحافظة على حقوقهم . تمتاز هذه الدول غالبا بتشريعات ( قوانين ) واقية أكثر وبحقوق عمال أكثر شمولا . إضافة إلى ذلك ، تشجع الدولة الاجتماعية – الديمقراطية نقابات العاملين * وتدعمها . نتيجة لذلك فإن نقابات العاملين في هذه الدول التي تنتهج وجهة النظر الاجتماعية الديمقراطية تكون عادة قوية جدا ، وتلعب دورا رئيسيا في سوق العمل : فهي تكافح من أجل حقوق العاملين أعضائها ، وتنجح في الحصول على ظروف عمل محسنة ، كما تنجح في حمايتهم من أي ترد في ظروف عملهم ومن فصلهم من العمل . في المقابل ، ففي الدول التي تسودها وجهة النظر النيوليبرالية ، فإن الدولة تميل إلى الإقلال من التدخل في سوق العمل؛ التشريعات الدفاعية في هذه الدول قليلة وقسم كبير من علاقات العمل ينتظم في إطار السوق ، بواسطة عقود شخصية يبن العاملين والمشغلين ( أرباب العمل ) . كما أن التنظيمات المهنية ( النقابات ) تكون أضعف ولا تحظى بالدعم أو التشجيع من جانب الدولة . سوق العمل التي تخضع لتدخل قليل من الدولة تسمى سوق عمل مرنة . في سوق العمل المرن لا يحظى العاملون بالتثبيت في عملهم ، كما لا يحظون بالأمن التشغيلي ومن السهل فصلهم من العمل . من الصحافة تعرض الكثير من استنتاجات الدراسات التجريبية التأثيرات السلبية لنقابات العمال [ ... ]، إذ تمس نقابات العمال بالنمو الاقتصادي وفي إيجاد أماكن عمل ، كما أنها تزيد من حجم اللا مساواة . يبرز هذا الأمر بشكل خاص في إسرائيل ، حيث أن المستفيدين الرئيسيين من الإضرابات هم العمال الأقوياء في القطاع العام الذين يتمتعون بانعدام المنافسة وبحرية التصرف بشكل كبير وبرعاية القانون . نتيجة لذلك ، لا يتم تقييم العمال في القطاع العام في إسرائيل وفق مؤهلاتهم أو إنجازاتهم ، بل وفق قدرتهم على إلحاق الضرر . فعلى سبيل المثال طريقة النقابات المهنية والإضرابات تولد وضعا يكون فيه راتب العامل مشغل الرافعة في الميناء أكبر بعدة أضعاف من راتب المعلم . تؤدي الإضرابات المتكررة في إسرائيل إلى عدم الاستقرار في المرافق الاقتصادية ، كما أنها تمس بعملية الإنتاج وتوجه ضربات شديدة للمصالح التجارية المتعلقة بخدمات القطاع الذي يضرب . وعليه ، فإن أعضاء النقابات القوية يحصلون على امتيازات ، في حين أن الكثير من العمال يضطرون إلى تحمل الإساءة إليهم في ظروف العمل . الحق في الإضراب لا يخدم على الأغلب " الضعفاء " في المجتمع ، بل هم من يدفع الثمن . عومر موآف ، " نقابات العمال سيئة مثل الاتحاد الاحتكاري " ، 22 ، TheMarker تشرين الثاني 2007 * نقابة عمال ، تنظيم مهني – تنظيم يقيمه العاملون الأجيرون من أجل حماية ظروف عملهم وتحسينها . يمثل التنظيم العاملين تجاه أرباب العمل ويوقع باسمهم على اتفاقيات جماعية – وهي اتفاقيات بين أرباب العمل وبين العاملين ( أمثلة : الهستدروت العامة الجديدة ، نقابة المعلمين ، نقابة الصحفيين الإسرائيليين القطرية ) . خالتي الميتة / مرسيل ( ميرا حفروني ) خالتي الميتة استنفدت أيامها في صحراء من منتجات الحلويات على رقائق الألومنيوم والسيلوفان المخشخش وراء مكنة للف السكاكر في مصنع " ليبر " وفي ساعتها الضائعة بين السادسة والرابعة انسكبت مرارة الشكولاطة أربعين سنة ( من : حمراء ، انثولوجيا الشعر الطبقي ) ? . 1 أي العمال يتضررون ، حسب رأيكم ، من التدخل القليل للدولة في سوق العمل؟ اشرحوا وأعطوا أمثلة . . 2 لماذا ، حسب رأيكم ، في الدول التي تسودها وجهة النظر النيوليبرالية هنالك معارضة للتنظيمات المهنية؟ . 3 بين الحين والآخر تطرح اقتراحات لتحديد أجور كبار الموظفين في الجهاز الاقتصادي بواسطة سن قوانين . أي وجهة نظر اجتماعية – اقتصادية تؤيد هذه الاقتراحات؟ وأي وجهة نظر تعارضها؟ اشرحوا . . 4 اقرؤوا عن " العمل المفضل " في موقع مؤسسة التأمين الوطني واشرحوا كيف تعتبر هذه التسوية تدخلا من جانب الدولة في سوق العمل . خمنوا ما هي الأهداف التي يريد هذا التدخل تحقيقها . الهستدروت الجديدة هي أكبر تنظيم مهني ( نقابة عمال ) في إسرائيل . في الصورة : مظاهرة نظمتها الهستدروت الجديدة أمام مبنى الكنيست في سنة 2003 ضد البرنامج الاقتصادي للحكومة . في وسط الصورة – عمير بيرتس ، رئيس الهستدروت في تلك الفترة .
|