صفحة: 44
على من تقع المسؤولية عن رفاه الفرد؟ على وجهة بناء النظر الاجتماعية - الديمقراطية تقع المسؤولية عن رفاه الفرد في الأساس على عاتق الدولة بناء على وجهة النظر الاجتماعية - الديمقراطية الوضع الاجتماعي الاقتصادي للفرد لا يتعلق به نفسه فحسب ، إذ إن هذا الوضع يتأثر بعوامل اجتماعية وبيئية يكونها المجتمع أيضا . البيئة الفقيرة ، الحي الذي يعاني من نسبة إجرام عالية ، العائلة قليلة الإمكانيات التي لا تستطيع أن تقدم المساعدة لأولادها في دراستهم ، ولا أن توفر لهم دورات إثراء أو دعما نفسيا – هذه الظواهر كلها جاءت نتيجة الطريقة التي ينتهجها المجتمع . لذلك يعتقد كل من يتبنى التوجه الاجتماعي – الديمقراطي أن المجتمع بواسطة الدولة يجب أن يهتم بأن يحصل كل من ولد في ظروف حياة صعبة ، أو تورط في مثل هذه الظروف على فرصة للتطور والتقدم في حياته لاحقا ، على المستويين الاقتصادي والاجتماعي . هذا حق اجتماعي يمنح لكل مواطن . إلى جانب ما تقوم به الدولة ، هناك أيضا نشاطات كثيرة ومتشعبة يقوم بها أفراد أو جماعات ومنظمات من القطاع الثالث ، يتطوعون في مجالات الرفاه المختلفة من أجل شرائح مختلفة في المجتمع . 1 مع أن وجهة النظر الاجتماعية - الديمقراطية تعترف بأهمية هذه المنظمات ولكنها تعتبرها " لاعبين ثانويين " يقومون بأعمال تضاف إلى ما تقوم به الدولة ولايشكلون في أي حال من الأحوال بديلا عنها . بناء على وجهة النظر هذه لا تستطيع الدولة أن تتخلى عن مسؤوليتها وأن تعتمد على النوايا الحسنة للمجتمع في اهتمامه برفاه الفرد وذلك للأسباب التالية : - المواطن الذي يحصل على مساعدات من منظمة تطوعية أو من هيئة تجارية تقوم بنشاط جماهيري – يشعر أن دولته تخلت عنه . في المقابل ، فإن المواطن الذي يحصل من الدولة على الخدمات الأساسية التي يحتاج إليها ، يشعر بالتماهي مع المجتمع الذي يعيش فيه ومع السلطة التي تترأسه ، كما يشعر بالانتماء إليهما . - تعمل المنظمات التطوعية على أساس التبرعات ، ولذلك فإن عملها غير دائم ولا ثابت ، بل إنه غير مضمون . إضافة إلى ذلك ، المنظمات الخيرية هي التي تقرر لمن تقدم الدعم وكيف ، ولذلك فإن عملها يفتقر إلى المساواة مما يسبب وضعا فيه مجموعات سكانية معينة تحظى بدعم واسع من هذه المنظمات في حين لا تحظى مجموعات أخرى بشيء . يعتقد أتباع وجهة النظر الاجتماعية – الديمقراطية أن العناية الشاملة والمنظمة من قبل الدولة لا العناية العشوائية والفردية التي تقوم بها الجمعيات الخيرية – هي التي تحقق هدف دولة الرفاه : حقوق اجتماعية لجميع المواطنين . بعض المعطيات التي من الجدير أن نعرفها عن حجم الاستعانة بجمعيات الرفاه في إسرائيل في سنة : 2009 % 85 من الإسرائيليين قالوا إنهم تبرعوا خلال سنة 2009 بالمال أو الغذاء أو بغيرهما . تحصل 3 عائلات من كل 4 عائلات تدعمها الجمعيات الخيرية على هذه المساعدة لمدة أكثر من سنة . معظم الجمعيات الخيرية تدعم المحتاجين مرة في الأسبوع . ثلثها تقريبا تقدم المساعدات بشكل يومي . في السنوات الخمس الأخيرة طرأ ارتفاع بنسبة % 37 في عدد المسنين الذين تدعمهم هذه الجمعيات . في السنوات الخمس الأخيرة ارتفعت إلى ثلاثة أضعاف نسبة المحتاجين الذين طلبوا مساعدة الجمعيات . نسبة المحتاجين الذين لا ينجحون في الحصول على تجاوب من الجمعيات الخيرية يبلغ . % 29 المصدر : تقرير الفقر البديل ، 2009 منظمة " لاتيت " 1 إليكم بعض الأمثلة على منظمات القطاع الثالث : من بين المنظمات الكثيرة التي تعمل في إسرائيل في مجال الرفاه : " لاتيت " ( مواد غذائية ) ؛ " عيزر متسيون " ( مساعدات للمرضى ) ؛ " يد سارة " ( مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إعاقة ما )، " أكيم " ( دعم ومساعدة المتخلفين عقليا ) . ? ما رأيكم في هذه المعطيات؟ ما الذي يمكننا أن نتعلمه منها عن إسرائيل كدولة رفاه؟ جمعيات الرفاه في إسرائيل ، 2005 ( حسب نوع النشاط الأساسي ، وبنسب مئوية )
|