صفحة: 168

أنا أقيم ذاتي أيامي الأولى في المدرسة أي صباح حاسم في حياتي كان ذلك الذي ارتديت فيه سترتي الجيدة الوحيدة ، وبنطلوني القصير غير المرقع ، وحذائي الملمع ، وخرجت إلى الشارع وكلي توجس وتوقع لذيذ ! وأسرعت إلى ساحة باب الدير ، ومنها إلى الأزقة ، أي الطرق التي خلف كنيسة المهد ، المؤدية إلى المدرسة الوطنية . كان ذلك عند افتتاح المدارس في أواخر أيلول من عام . 1929 في الطريق ، قرب الجامع ، عند الحلواني صانع المعمول صادفني صبي يعرفني بدأ بمضايقتي ، انصرفت عنه بتصميم ثابت . " أريد أن أذهب إلى المدرسة الوطنية ، " وركضت وأنا أشعر بأن في الحذاء الذي ألبسه مضايقة لعينة ، ولكن علي أن أتحمله وأعتاد عليه من أجل مدرستي الجديدة ، إذا قبلت فيها . أعجبت بالبوابة الحديدية الواسعة ، وقد علتها لافتة كبيرة كتب عليها بخط جميل : " مدرسة بيت لحم الوطنية ، " وملأني في الحال اعتزاز أي فخر ، بأن هذه المدرسة تنتمي إلي ، وأنتمي إليها . دخلت إلى الساحة الأمامية ، وفيها أولاد يلعبون لم أعرف منهم أحدا . اتجهت إلى المبنى ، وقد طليت أبوابه ونوافذه كلها حديثا بالأخضر ، فرأيت معلمين في جيئة وذهاب ، وتشجعت ، وسألت أحدهم : " أين المعلم جبور ، من فضلك " ? جاء معلم طويل القامة ، في بذلة أنيقة ، يمشي في الرواق ، وفي يده كتاب . وقيل لي : " هذا هو المعلم جبور . " تقدمت منه مستحيا ومتشجعا في آن واحد ، وقلت ولساني يكاد ينعقد في فمي ، وقلبي يضرب ضلوعي بحدة : " أنا أخو يوسف إبراهيم . " وأدهشني أنه رد بحرارة : " أين هذا الشقي ، لماذا لم يعد إلى المدرسة . " ? قلت : " إنه يشتغل الآن . وقد أرسلني إليك ، لتساعدني في دخول المدرسة . "

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


 لمشاهدة موقع كوتار بأفضل صورة وباستمرار