صفحة: 126
وذات يوم لفت نظر النحات الماهر مشهد إسكافي يدور حول التمثال بخطى ثابتة منتظمة ، وهو يضرب كفا على كف ويغمغم بكلام غير مفهوم .. فتقدم النحات منه ، وقال له بصوت خفيض قد خنقه الحياء : " ألم يعجبك هذا التمثال أيها الصديق ? وما بالك تدور حوله كحجر الطاحون ، وقد شغلك أمرہ ، وظهرت علامات الاهتمام على وجهك وأمارات التفكير في حركاتك وسكناتك ? " فأطرق الإسكافي خجلا ً ثم قال : " التمثال في غاية الروعة يا سيدي ، وأكاد من شدة إعجابي بدقة صنعه أصغي إلى أنفاسه وهي تتردد في صدرہ ، لولا خطأ فني بسيط في استطاعتك أن تتداركه قبل فوات الأوان" . كان بعض الناس قد تجمعوا حول النحات والإسكافي ، ولما سمعوا حديثُ الأخير ، ضجوا بالضحك والسخرية ، وبادر بعضهم محاولا أن يسكته وسارع آخر لطردہ أو ضربه ، وقلدہ ثالثُ ساخرا من قوله مرددا : "في التمثال خطأ فني يا سيدي . "
|