صفحة: 81

نقرأ ألعابنا أرنو إليك يا بني من بعيد وأعاين حركاتك . أرنو إليك وأنت مشغول بحاسوبك الذكي المبرمج ، وكلك انشداد إليه حتى أنك لم تنتبه إلي . ولكن ، حين انتبهت لوجودي علت وجهك ابتسامة . ابتسامتك جعلتني أتراجع وألجأ إلى الذكريات ، فتغمرني وأرتد معها أكثر من نصف قرن من الزمان ، لتأخذني بعيدا إلى ملاعب الطفولة ، فأتخيل نفسي وأنا في مثل سنك يا بني ، أجول في شوارع قريتي المبلطة وفي مسَاربها الترابية ، وساحاتها الواسعة التي تناقصت اليوم لكثرة المباني . هل تحسبنا ولدنا رجالا كما تراني الآن ? هل تريد سماع ما كنا فيه من ظروف وألعاب ? كان أبوك ، يا بني ، وهو في مثل عمرك يجول شوارع قريته ، ويغوص بحذائه في مياه القنوات؛ متنقلا من شارع إلى شارع ، ومن حارة إلى أخرى ، ليصل إلى ساحة المراح . هناك يلتقي أولاد حارته وهم يستعدون للعب . ألعابنا يا بني ، رغم بدائيتها وبساطتها ، لم تكن تقوم على الانفرادية ، بل على المشاركة . كانت من تصميمنا وابتكارنا ، أو ابتكار من سبقونا من أجدادنا ، وهي مستمدة من محيطنا ومن طبيعة بلدنا ، لتتلاءم مع ظروف حياتنا وأنماطها . تكونت في أدواتها ووسائلها من واقع الحال ، بدءا ببذور المشمش

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


 لمشاهدة موقع كوتار بأفضل صورة وباستمرار