صفحة: 47

نقرأ الحمامة والعمل الصالح سمعت الحمامة البيضاء وشوشة خارج بيتها ، فانتفضت مذعورة وصارت تهدل؛ وإذا بالهواء يقول لها : " لا تخافي أيتها الحمامة ! أنا النسيم رسول اللطف واللين ! جئت إليك بخبر ... " اقترب منها وهمس في أذنها ببعض الكلمات ... انطلقت الحمامة البيضاء كالسهم نحو المكان الذي دلها الهواء عليه ، وتبعتها رفيقاتها ، وعند اقترابها قالت الحمامة : " إنه بيت صغير قديم ، في داخله طفلة لا تتجاوز الثامنة من عمرها؛ ترتجف من البرد والجوع والخوف ، بيضاء البشرة ، سوداء العينين ، شعرها أسود طويل يسَترسل على كتفيها كأنه حبال ... تبكي بألم ودموعها تنهمر على الخدين ... سألتها الحمامة " : ما اسمك يا صغيرتي " ? أجابت : "سمر . " ! لا تخافي يا سمر ! لن أتركك أبدا؛ فما زال هناك الكثير من القلوب التي تحب عمل الخير . " ! ثم انصرفت ولم تقل إلى أين . وصلت الحمامة إلى المخبز وأخبرت الخباز بما جاءت من أجله ، فقال لها : " انتظري قليلا أيتها الحمامة العطوفة ، فالخبز لم ينضج بعد ، ما زال العجان يعجن الطحين في المعجن . بعد أن ينضجه الفران بنار فرنه ، لك ِ علي وعد أن أرسل ربطة من الخبز إلى بيت سمر . " ! بارك الله فيك أيها الخباز الطيب ! بعدها ذهبت الحمامة إلى الغابة ، فرأت الحطاب يقطع بفأسه الحادة أغصان وجذوع الشجر . فما إن علم بقصد الحمامة النبيل ، حتى استعد ليقطع لها شجرة خضراء . أوقفته فورا وقالت : "إياك أن تفعل ذلك ! نحن نريد بعض الأغصان اليابسة فقط . " ...

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


 لمشاهدة موقع كوتار بأفضل صورة وباستمرار