صفحة: 67

والهتمام . وقد استخدم الشاعر هنا ضمير المخاطب ( أنت ) للمفرد القريب ، والفعل المضارع ( تعد ) الدال على الستمرارية والثبات ، للتعبير عن فكرته وطرح ما يريد منها للقارئ ، فهو ، يخاطب فئة معينة من الناس تغلفها الأنانية وحب الذات . يعود الشاعر لمخاطبة تلك الفئة من الناس قائلا لها إن الحياة التي تعيشونها وصراعاتكم لكتساب ما تطاله أيديكم من خيرات الدنيا ، مستأثرين بها لأنفسكم ( وأنت تعد فطورك ، فكر بغيرك ) ليست مقتصرة عليكم فقط؛ إن هناك أناسا آخرين في هذه الحياة يحتاجون إلى مصادر رزق لهم ولكنهم ل يشاركون في صراعاتكم للحصول على معيشتهم ، بل إنهم يستخدمون وسائل سلمية للوصول إلى غاياتهم ، فلا يعتدون ول يتطاولون ويتفاعلون مع الحياة بوداعة وأريحية ( لا تنس قوت الحمام . ( يستمر الشاعر في استخدام فعل الأمر ( فكر بغيرك ) فهو هنا بمثابة الحكيم والواعظ الذي يهمه نشر العدالة والمساواة بين الناس ، رغم أن الشاعر ليس واعظا ول مصلحا اجتماعيا إل أنه يتقمص ذلك الدور قائلا : وأنت تخوض حروبك ، فكر بغيرك / لا تنس من يطلبون السلام . ويعبر الشاعر عن استيائه واستنكاره من المسرفين ، وهنا يقارن الإسراف بمن يسرف في الماء ، وهو أغلى ما نملك . استطاع الشاعر تطويع فكرته ومزجها بالعبارة واللفظة المناسبة ، ولم يخرج عن سياق الفكرة الأساسية في مقارنة المسرفين في الحياة بمن ل يجدون قطرة ماء تروي ظمأهم ، فها هو يخاطب الفئة المسرفة ، بأن يفكروا ويعودوا عن عادتهم السيئة في الإسراف بكل شيء لأنهم ليسوا وحدهم على هذه الأرض . فيقول : وأنت تسدد فاتورة الماء / لا تنس من يرضعون الغمام . وأنت تعود إلى البيت ، بيتك ، فكر بغيرك / لا تنس شعب الخيام . فإن الشاعر هنا ، يعبر عن حزنه وغضبه من تجاهل حقوق اللاجئين ، فالشاعر يخاطب أصحاب القرار ويدعوهم إلى وقفة جادة مع قضية اللاجئين ، ويحثهم على القيام بواجباتهم الأخلاقية قبل كل شيء ، فهو يأمرهم بتذكر أولئك الناس باستمرار ( وأنت تعود إلى البيت ، بيتك ، فكر بغيرك ،( وأن تكون قضيتهم من أولويات القضايا . كما ويتذكر المتشردين الذين ل مأوى لهم نتيجة الحروب والدمار وهدم البيوت ، فهو يطالبنا هنا أن نتذكرهم وأن ل نركن على توفر الأمان لأطفالنا وأن ل ننسى أطفال من شردوا وحرموا السكن ، هم أيضا بحاجة إلى الطمأنينة والسلام ، ول يريدون إل حيزا بسيطا على قدر قاماتهم ليسكنوا فيه ، وربما يستطيعون فيه رؤية الكواكب . وأنت تنام وتحصي الكواكب ، فكر بغيرك / ثمة من لم يجد حيزا للمنام . وينتقل بنا الشاعر بسلاسة إلى الذين تتوفر لديهم كل أسباب التعبير عن النفس والأفكار ليقول لهم مهلا ، هناك من ل يمكنهم الكلام ولم يعد بمقدورهم التعبير عن النفس مثلكم ، وذلك لأسباب عديدة . فأنت أيها القادر على التعبير لماذا ل تكون ممثلا عنهم ، تشرح قضاياهم ، وتنقل همومهم ، وآلمهم ، من خلال قلمك أيها الشاعر أو الكاتب ، ومن خلال ريشة فنان ، أو من خال لح م لألحان ، يريد الشاعر أن يقول لكل فنان ، مهما اختلفت أدواته أن يستخدم فنه في خدمة الإنسانية والمجتمع . وذلك في قوله : وأنت تحرر نفسك بالاستعارات ، فكر بغيرك / من فقدوا حقهم بالكلام .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


 لمشاهدة موقع كوتار بأفضل صورة وباستمرار