ليس عندي نظرية لشرح الشعر . . 1 ولو كان عندي مثل هذه النظرية ، لما كنت شاعرا . إن المعرفة بما نفعله تعطل الفعل . تماما كما يرتبك الراقص حين يتأمل حركة قدميه . . 2 الشعر هو الرقص ، والكلام عنه هو علم مراقبة الخطوات ، وأنا بصراحة أحب أن أرقص ... ولا يعنيني أبدا أن أقيس خطواتي ، لأن مجرد التفكير بما أفعل يفقدني توازني . الشعر رقص باللغة . أعيدها مرة ثانية . رقص بكل أجزاء النفس ، وبكل خلجاتها الإرادية واللا إرادية ، وبكل طبقاتها الظاهرة والمستترة ، وبكل أحلامها الممكنة وغير الممكنة ، وبكل نبوءاتها المعقولة واللامعقولة . . 3 إن الذين يكتبون النثر ، من قصة ورواية ومسرحية ، لا يعانون أية مشكلة ، فهم يمشون مشيا طبيعيا ، ويتحركون على الورق حركات مدروسة ومنطقية ، ويسيرون على الأرصفة المخصصة للمارة . أما الشعراء فهم يؤدون رقصة متوحشة ، يتخطى فيها الراقص جسده ، ويتجاوز الإيقاع المرسوم ، ليصبح هو نفسه إيقاعا . . 4 إنني أكتب الشعر ولا أدري كيف ... كما لا تدري السمكة كيف تسبح ، والعصفور كيف يطير . الشاعر موجود في شعره بشكل إلزامي وجبري . إنه محتجز ومعتقل داخل الشعر كما السمكة معتقلة في محيطها المائي ...
إلى الكتاب